الكتاب الورقي أم الإلكتروني: أيهما أفضل؟
ما بين الكتاب الورقي والإلكتروني يجب أن تسعى دومًا لاكتساب الجديد من الخبرات والعلوم والسفر في عوالم مختلفة وجديدة
add تابِعني remove_red_eye 9,129
نعلم جميعًا أن العالم أصبح قرية صغيرة بسبب العولمة، كنا نسمع تلك العبارة في المدارس والجامعات، أليس كذلك؟ عندما كبرنا علمنا أننا كل يوم في هذا العالم نجعله كأنه شارع يضم الجميع وليس قرية صغيرة. لكن ما علاقة هذا بالقراءة والكتب؟
في العصور القديمة، كانت القراءة بل التعليم مقتصر على طبقات ووظائف محددة وذات مسؤولية في المجتمع، وقد تلقت الشعوب وبقية الطبقات التعليم من تلك الطبقات والوظائف العليا. ثم تقدمت البشرية قليلًا، فأصبح التعليم يقتصر على من يريد أن يتعلم وينتمي لتلك الطبقات، أو الباحثين عن العلم وأسرار الكون، فكانت القراءة عملية تقتصر على البحث والتدقيق.
كانت الكتب تتم طباعتها متأخرًا في العصور الإنسانية عن طريق النسخ يدويًا، فكان العالم الذي يريد نقل علمه أو البحث عن علوم أخرى أو أخذ الكتاب معه أن ينقله بخطه أو أن يجعل أحدًا يكتبه ليستطيع نقل الكتاب من بلد لآخر وأخذه معه دون المساس بالنسخة الأصلية في بلدها الأصلية. وهكذا تطورت القراءة وتطور معها النسخ والترجمة حتى وصلنا ليومنا هذا، حيث دور النشر التي تقوم بطباعة آلاف النسخ وترجمة الكتب من لغاتها الأم الأصلية للغتنا التي نحتاج أن نقرأ بها. مع الوقت ، حصل تطور آخر لم يكن في الحسبان، فمنذ متى نستطيع أن نرى إلى أين يقودنا التقدم بالضبط؟ فيمكن أن يقودنا لتوقعاتنا وأحيانًا لا يمكن أن تتوقع ذلك.
في هذا المقال سأذكر لك كيف تطورت الكتب في عصرنا الحالي وكيف وصلنا لفكرة الكتاب الإلكتروني وهل نجح التطور هذه المرة في أخذ المكانة المناسبة أم أنه سيندثر أمام الكتب الورقية؟
لماذا ظهرت الكتاب الإلكترونية؟
ظهرت الكتب الإلكترونية لعدة أسباب، أولها أن الإنسان الحديث اضطر لذلك وسنذكر لكم بعض الأسباب:
– صعوبة توزيع الكتب في أنحاء البلد الواحدة
نحن نعلم جيدًا أن البلد الواحدة تحتوي على عدة مدن ومحافظات تبعد المئات من الكيلومترات عن بعضها، وليست كل تلك المدن بها مكتبات! أليس كذلك؟ فمثلًا المدينة التي أعيش بها لا يوجد بها مكتبة. فاضطر أن أركب لمدة ساعة ونصف الساعة للوصول لمكان آخر والمشي لمدة عشر دقائق لأصل لشارع به العديد من المكتبات.
لذا كان هذا سببًا مهمًّا من أسباب انتقال الكتاب من الورق ليصبح على أجهزة إلكترونية محمولة، لكي لا تصبح القراءة حكرًا على أماكن معينة فقط لأن بها مكتبات .. كان هذا ظلمًا لنا، كما أن توصيل الكتب كان في كثير من الأوقات مكلفًا جدًا لكي أدفع ثمنه بجانب ثمن الكتاب.
– محاربة المكتبات ودور النشر للكتب المسروقة (PDF)
مع الوقت، وبسبب ارتفاع الأسعار لبعض الفئات الفقيرة غير القادرة على تحمل نفقة القراءة بجانب المعيشة، بالإضافة إلى صعوبة توصيل الكتب كما قلت سابقًا، ظهرت توجهات لتنزيل الكتب بصيغة تصلح أن تكون إلكترونية، كتب مصورة تستطيع تحميلها من منصات مجانية على العديد من المواقع والمنتديات. ذلك قد سبب خسارة للعديد من المطابع ودور النشر والمكتبات وحتى المؤلفين الذين بدأوا يخسروا الكثير من الأموال.
كيف حارب سوق الكتب هذا؟ بالتعامل في نفس ميدان المعركة، إن سهلوا على القارئ الحصول على كتابه، فسنتطور نحن أيضًا لنوصله ليده بأسرع مما يتوقع. وهكذا أصبحت الكتب الإلكترونية مرخصَّة و تُباع رسميًّا لكي لا يخسر أحد الطرفين .. القارئ أو الناشر.
– الكتب الأجنبية أو دور نشر من بلدان أخرى
حسنًا، نعلم أن الكثير منا يريد كتبًا بلغتها الأم أو كتبًا من إصدارات للنشر ليس لها منافذ للبيع هنا. هناك بعض دور النشر التي تستطيع شق طريقها عبر البلدان، وذلك لشهرتها وقدرتها على عمل عقود مع دول أخرى لتوزيع الكتب، ولكن هناك كتب نشر أخرى لم تستطع أن تفعل ذلك، لذلك فنحن نستطيع شراء نسخ إلكترونية من تلك الدور مباشرة منهم على الإنترنت. التكنولوجيا قد سهلت الحصول على القراءة، على الكتب، على التعرف على عقول جديدة كل يوم.
تلك كانت بعض الأسباب التي جلعت الكتب الإلكترونية تنتشر و يصبح لها سوقها الذي يزداد توسعًا يوما بعد يوم. وهناك الكثير من الأسباب الأخرى التي نستطيع ذكرها، كغلاء أسعار الأوراق، عدم القدرة على التوزيع في جميع المكتبات، الخوف من فشل كتاب، فتخسر الدور بعد طباعته مئات الطبعات، ويمكن ذكر الكثير من الأسباب التي جعلت تطور صناعة الكتب يسير في ذلك الاتجاه. حسنًا، والآن مع السؤال الذي جعلني أتحدث اليوم:
الكتاب الورقي أم الإلكتروني؟
إجابتي قد تكون منطقية وقد تصدم البعض، فأنا أرى أنه لا يمكن المقارنة أو تفضيل أحدى الطرق على الأخرى. لكل طريقة جمهورها و طالبيها. فالشخص المتضرر من عدم وجود مكتبات في المنطقة مثلي، مؤكدًا سيطالب باستمرارية الكتب الإلكترونية، بل سيكون الإلكتروني أكثر من الورقي في حصيلة نهاية العام.
وهناك من لا يستطيع أن يركز وهو ممسك بهاتف محمول أو كيندل أو تابلت، ويحب الطريقة الكلاسيكية وهي إمساك كتاب بين يديه ليشم أوراقه. لكل شيخ طريقة، والقراءة حياة، لها عدة طرق .. عشها كما تحب ولا تحاول أن تُفضل طريقة على أخرى.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 9,129
مع التقدم، أصبحت للقراءة العديد من الوسائل، أيهما تفضل؟ الكتاب الورقي أم الإلكتروني؟
link https://ziid.net/?p=70783