ماذا تعرف عن الأدب العربي وتاريخه؟ (مقدمة مشوّقة)
الأدب العربي، تاريخ من الجمال المعنوي الذي استودعه الكتاب أو الشعراء في نفس المتلقي، تأثيرا وتأثُّرًا، وتصويرًا للحياة
add تابِعني remove_red_eye 1,232
لكل المهتمين بالأدب أقدم لكم سلسلة من المقالات عن الأدب العربي وتاريخه، ليست وجبة دسمة كما تقدمها كتب الأدب وتاريخه، ولكن طوافًا بحديقة الأدب العربي أقطف من زهراته وأقدمه لك عزيزي القارئ؛ لتتنسّم عبيرَ هذا الإبداع الذي مارسه العرب على مدى التاريخ، ولنحيط معًا بهذا الزَّخَم الفني الذي قدمه العرب لأنفسهم وللعالم.
أولًا: ماذا تعني كلمة “الأدب”؟
كانت تستخدم قديمًا بمعني الداعي إلى الطعام، ومنها “المأدُبة” بمعنى الطعام، ثم انتقلت من هذا المعنى الحسّي إلى معانٍ أخرى، مثل: التهذيب والخُلُق ومنه الحديث النبوي: (أَدَّبِني ربي فأحْسَنَ تأديبي)، واستُخدمت للدعوة إلى المحامد والمكارم، واستُخدمت بمعنى التعليم فقد عُرفت طائفة من المعلِّمِين تسمى بالمؤدِّبين، كانوا يعلِّمون أولاد الخلفاء فيغرسون فيهم الثقافة العربية ويُلقّنونهم الشعر والخطب وأخبار العرب وأنسابهم، ولم تقف عند ذلك، بل شملت كل المعارف الدينية وغير الدينية التي ترقى بالإنسان من جانبية الثقافيّ والاجتماعيّ.
ثانيًا: ماذا يعني الأدب؟
هو ذلك الكلام الإنشائي (الإبداعي) البليغ الذي يقصد به التأثير في عواطف السامعين، سواء أكان شعرًا أم نثرًا، وهو وسيلة التخاطب من قديم الزمان وطريقة التواصل بين الناس والتعبير عن الحضارات.
ثالثًا: بعض فوائد دراسة الأدب العربي
- تقف من خلاله على مبلغ ما تصل إليه الشعوب العربية في حياتها العقلية ونهضتها الحضارية.
- يُمكّنك من التعرّض لأوضاع العلوم العربية المختلفة.
- يفتح لك بابًا للتعرف على أحوال العرب قديمًا وحديثًا.
- دراسة تاريخ الأدب بمثابة دراسة تاريخ العرب، بل هو توثيق للتاريخ، وسجل للحوادث، واطلاع على طبائع الشعوب العربية وخصائص الأمة العربية.
رابعًا: من فوائد الأدب، والأدب العربي
- يعطيك مساحة للتعبير عما يدور بداخلك، بشكل يؤثر في المتلقي ويصل للهدف ببضع كلمات إنشائية تصوّر ما تريد أن تُوصله لعقله وقلبه.
- الأدب مرآة كل زمان ومكان، وهو مرجع أصدق من التاريخ وأغنى لمعرفة أحوال العرب في فترة زمنية معينة.
- يجعلك تُلقي نظرة عميقة على أوجه الحياة المختلفة، فيصبح الأدب قادرًا على تغيير نظرتك للحياة، بما يقدمه الأدباء من إنجازات ذات قيمة ساهمت في الارتقاء بثقافة المجتمع ومفاهيمه.
- يُحقق لك المتعة العميقة القادرة على جعل حياتك غنية على المستوى المعنوي والروحي، بما يدفعك لفهم تفاصيل الحياة اليومية بل والمعنى الشامل للحياة.
- يُطْلعك على تجارب الآخرين، ويتيح لك معرفة الحياة من وَجْه آخَر وبنظرة أخرى، ويجعلك تفكر خارج حدود عقلك
- يُنمّي قدراتك اللغوية، وقدرتك على التخيل والتصوير الدقيق للعوالم المادية والمعنوية، ويفتح لك مجالَ التأمل والتدبر.
- له أثر بالغ في حياة الأمة الإسلامية وهو الأساس في توثيق صلتنا بقرآننا الكريم وديننا الحنيف وتاريخنا المجيد.
خامسًا: ما أنواع الأدب العربي؟
الأدب العربي نوعان:
– الشعر: وهو ديوان العرب كما يقولون، برع فيه العرب قديمًا وحديثًا، وله أغراض منها: الفخر، المديح، الحماسة، الغزل، الهجاء، الرثاء، الوصف.
– النثر: وهو كلام جميل ذو معنى، وشكل من أشكال التعبير والأدب العربي وله فنون منها: الخطبة، القصة، الرسالة، الرواية، المقالة، المسرحية، الخاطرة.
سادسًا: ما العصور الأدبية؟
العصور الأدبية هي تقسيمات تاريخية لكنها تتداخل فيما بينها من حيث السمات الأدبية، وأكثر من أرخوا للأدب العربي -كما ذكر الدكتور “شوقي ضيف” في كتابه (تاريخ الأدب العربي) – قسّموها إلى خمسة عصور أساسية هي:
- العصر الجاهلي، أو ما قبل الإسلام.
- العصر الإسلامي، من ظهور الإسلام إلى سقوط الدولة الأموية سنة 132هـ/750م، ومن المؤرخين من يقسمه إلى قسمين: الأول، من ظهور الإسلام إلى نهاية عصر الخلفاء الراشدين ويسمى “عصر صدر الإسلام”. والثاني، ما يليه إلى آخر الدولة الأموية ويسمى “العصر الأموي”.
- العصر العباسي، ويستمر إلى سقوط بغداد على يد التتار 656هـ/1258م، ويقسّمه بعض المؤرخين إلى قسمين: العصر العباسي الأول ويمتد نحو مائة عام، والعصر العباسي الثاني ويمتد إلى آخر هذا العصر.
- عصر الدول المتتابعة، ويبدأ من استيلاء التتار على بغداد ويستمر إلى نزول الحملة الفرنسية بمصر سنة 1213هـ/1789م.
- العصر الحديث، ويمتد حتى وقتنا الحاضر.
وسنتناول -إن شاء الله- هذه العصور بشيء من التفصيل لنوضح السمات الأدبية لكل عصر من هذه العصور وأهم الشعراء والأدباء الذين أَثْرَوْا الأدب العربي بإنتاجهم والذي ظل على مدار التاريخ علامة بارزة لكل عصر.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,232
للأدب العربي تاريخ للتأثير والتأثر، نتعرف عليه في هذا المقال
link https://ziid.net/?p=81044