قصة والت ديزني الرجل الذي أضحك ملايين الأطفال
سيرة ذاتية لرائد الرسوم المتحركة والت ديزني الذي أضحك العالم صغارًا وكبارًا.
add تابِعني remove_red_eye 1,231
ليس هناك طفل شاهد السينما ولم يشاهد “كارتون” والت ديزني، وضحك معه وتأثر به، فلم تكن هذه الكارتونات مجرد رسوم متتابعة بلا معنى، وإنما كانت تعكس قصة مسلية خاصةً بين القط “توم” والفأر “جيري”، وكيف يتغلب الفأر الصغير بدهائه وذكائه على القط الكبير. إن قصة كفاح والت ديزني رائد الرسوم المتحركة ينبغي أن نتوقف عندها، فقد كانت مليئة بالمثابرة والتحدي والفشل والنجاح حتى وصل إلى رائد أسطوري.
هنا سنتعرف على قصة حياة والت ديزني
والت ديزني من مواليد ٥ ديسمبر ١٩٠١ بشيكاغو بالولايات المتحدة. ولم يكن ينتمي إلى أسرةٍ فنية، فقد كان والده يعمل نجارًا وفي تجارة الأثاث، وخلال عطلة الدراسة الصيفية وفي سن التاسعة كان والت يعمل في بيع المجلات والصحف في القطارات. وقد استمر والت ديزني يمارس هذا العمل ست سنوات حتى ظهرت موهبته الفنية في الرسم، فأخذ في رسم بعض اللوحات ولكنها لم تكن تلقى أي قبول، وفي أكثر من مرة قدّم والت ديزني رسومه لبعض المسئولين في الصحف بقصد نشرها والحصول على مكافأة فكان المسئول يلقي هذه الرسوم من النافذة.. ولكن ديزني لم يعرف اليأس، وعلى العكس ازداد إصرارًا على هوايته، ولكن بعد أن قرر تنميتها علميًا بالدراسة في إحدى مدارس الفنون الجميلة المسائية، حتى يستطيع الجمع بين الدراسة والعمل صباحًا في بيع الصحف.
ورغم أن والت ديزني أصبح بعد ذلك أشهر رسام في العالم وكسب الملايين، إلا أن طريقه للنجاح كان بالغ الصعوبة ومفروشًا بالأحجار والمسامير، فقد افتتح ديزني استوديو خاصًا للرسم لكنه لم يجد زبونًا يتعامل معه.. ثم ترك الاستديو للعمل مع إحدى الشركات يرسم لها مناظر المسرحيات وديكوراتها نظير ٣٥ دولار في الأسبوع، ثم عاد وكوّن شركة خاصة لتصوير الرسوم الكاريكاتيرية التي كان يقوم برسمها وطبع أفلامها، ولكنه لم يوفّق. ثم بعد ذلك ترك شيكاغو وسافر إلى هوليوود -مدينة صناعة السينما- وكان كل ما يملكه بدلة قديمة كان يرتديها منذ عامين، وقد استُهلكت من كثرة ارتدائها، وبعض أدوات الرسم وأربعون دولارًا فقط، وكان من حظه أن الذي رافقه إلى هوليوود هو أخوه الذي كان لا يجيد الرسم ولكن يجيد ابتكار الحكايات واختراعها.
وكان أول ما قام به أن اشترى ديزني كاميرا قديمة، واشترك مع أخيه في تأسيس مكتب صغير لإنتاج الأفلام الكارتونية، ولم يكن هذا النوع من الأفلام الكارتونية يلقى إقبالًا جيدًا، فقد كان معظم المخرجين إن لم يكن كلهم يخشون الدخول في مغامرة إنتاج مثل هذه الأفلام على اعتبار أنه عمل وهمي يفتقد الحيوية والدراما التي تجتذب متفرجي السينما.
وفي سنة ١٩٢٨ ابتدع والت ديزني شخصية “ميكي ماوس” التي أصبحت من أشهر الشخصيات السينمائية، لكن كان عليه أن يعاني نحو عامين أو ثلاثة قبل أن تشتهر هذه الشخصية وتصبح قطعة الشيكولاتة الحلوة التي تجذب ملايين الأطفال.
لقد ودّع ديزني سنوات الفقر وبدأ سنوات المكسب والعمل الطويل والملايين، ومن الكارتونات الصغيرة التي كان أخوه يصنع حكاياتها ويقوم هو برسمها، انتقل إلى إنتاج الأفلام الطويلة وكان أول أفلامه “الأميرة والأقزام السبعة” سنة ١٩٣٧.
ولم يكن أحد يتصور أن يجلس المتفرج نحو ساعةٍ ونصف ساعة يشاهد فيلمًا كاملًا من الرسوم، ولكن الفيلم حقق نجاحًا كبيرًا ونال عنه جائزة الأوسكار، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دخل والت ديزني مرحلة جديدة من الشهرة التي امتدت من أمريكا إلى أوروبا وإلى كل أنحاء العالم.
لقد حرك والت ديزني خيال ملايين الأطفال وأثار ابتساماتهم وضحكاتهم من خلال شخصياته الخفيفة المرحة، وحتى الكبار أيضًا جذبتهم هذه الشخصيات مما جعله واحدًا من القلائل على مستوى العالم الذين كرّسوا حياتهم لإسعاد الناس.
وفي سنة ١٩٦٤ انتقل والت ديزني إلى مرحلةٍ جديدة، وهي التي أنشأ فيها مدينة الملاهي الشهيرة “ديزني لاند” في هوليوود على مساحة ١٦٠ فدّانًا، وأصبحت أشهر الملاهي في العالم، يقصدها الزوار من كل أنحاء العالم صغارًا وكبارًا.
ورغم الابتسامات والضحكات التي ملأ بها حياة الملايين فقد كان والت ديزني قليل الكلام كثير الانفراد بنفسه، لا يصحب أحدًا سوى الألوان والورق، ويمضي الساعات في الرسم دون أن يشعر بالوقت أو يشعر بغيابه أحد، رغم أنه تزوج في سنوات فقره من “ليليان بوند” التي أنجب منها ابنتين واشترك بالتعاون معها ومع أخيه في تأسيس الاستوديو الذي تمكنوا فيه من إنتاج الأفلام الكاريكاتيرية التي عرفت طريق النجاح.
وفي سنة ١٩٦٥ هاجم سرطان الرئة والت ديزني وجاءت النهاية في ديسمبر من العام التالي .. ورحل ديزني عن ثروةٍ تقدّر بنحو ١١٦ مليون دولار بعد أن أنتج أكثر من ٦٠٠ فيلم نال عنها ٩٠٠ جائزة فنية، من بينها جائزة الأوسكار عن أفلام الصور المتحركة، وقد حصل عليها ٣١ مرة (لم يحصل أحد على هذا العدد من جوائز الأوسكار سوى ديزني).. كما أهدته الجامعات في مختلف أنحاء العالم ٣٠ درجة جامعية شرفية، وهو الذي لم يكمل تعليمه بسبب لقمة العيش التي كان عليه أن يتكسبها بنفسه، وهواية الرسم التي كافح من أجل الوصول فيها إلى ما وصل إليه.
في النهاية – مغزى هذا المقال هو كيف أن المثابرة والتحدي والإرادة والصمود أمام كل التحديات التي يمكن أن يواجهها أي شخص في بداية حياته يمكن أن تحقق أحلامه في النهاية. قصة حياة والت ديزني الرجل الذي أضحك كل أطفال العالم بدأت بالحلم، وظل يثابر وكان يمتلك الكثير من الشجاعة لملاحقة هذا الحلم.
ومن أشهر أقوال والت ديزني: ” أولاً فكّر، ثانيًا احلم، ثالثًا آمن، وأخيرًا تشجّع”.
add تابِعني remove_red_eye 1,231
link https://ziid.net/?p=23284