لماذا كتبن بأسماء رجال؟ ثلاث كاتبات أبدعن بأسماء مستعارة!
في العصر الباروكي تنصلت كاتبات عظيمات من جنسهن لرداءة الكتابة النسائية في ذلك الوقت، واخترن الكتابة بأسماء رجال
add تابِعني remove_red_eye 14,463
يبدو أن الكتابة النسائية في العصر الباروكي لم تكن على ما يرام فقد كانت من السوء والتفاهة إلى الحد الذي جعل السيدات يتنصلن من جنسهن ليكتبن بأسماء رجال، عندما علمت بأن هناك كاتبات بهذه الموهبة والإتقان كتبن بأسماء رجال تصورت أن الأمر له علاقة بالتقاليد المجتمعية الضاغطة التي تتعرض لها المرأة على مر العصور والتي لا تقبل أن تكتب فتاة رواية ويذيع صيتها، إلا أن الأمر لم يكن كذلك، فهناك ثلاث كاتبات كتبن بأسماء رجال وكانت لهن أسباب ودوافع مختلفة سنعرض بعض منها.
جورج إليوت
كنا نظن حتى وقت قريب أنها رجل وربما لا يزال هناك الكثيرون لم يعرفوا بعد حقيقة أنها امرأة متخفية في اسم رجل، كانت لها دافع غريب: فقد كانت شديدة النقد للكتابات النسائية في عصرها ووصفتها في مقال مطول بالرخيصة والسخيفة صراحة، ولم ترد أن تتعرض كتاباتها لحكم عنصري مسبق لمجرد أن التي كتبتها فتاة فيعتقدون أنها مثل باقي الكتابات النسائية الأخرى، أرادت أن تُقيم كتاباتها بموضوعية؛ لذا فقد بدأت الكتابة باسم جورج إليوت وتخلت عن اسمها الحقيقي “ماري آن إيفانتس”
كتبت جورج إليوت في الشعر والفلسفة والأدب ووصف النقاد كتاباتها بالخشونة، إذن فقد نجحت في الوصول وكذلك نجحت في جعل النقاد يقيمون كتاباتها بحياد، ولكن يقول البعض: إن الغرض من إخفاء شخصيتها كان بدافع أنثوي تمامًا وهو الحب فقد كانت على علاقة بالفيلسوف جورج هنري لويس؛ لذا أرادت ألا يتعرض أحد لحياتها الشخصية فيكشف أمرها.
الأخوات برونتي
وبالأخص الأختين شالوت وإميلي، قد اختفيا كذلك وراء أسماء رجال لنفس سبب جورج إليوت وهو ألا تنسب كتاباتهن للكتابات النسائية في ذلك الوقت فتتعرض كتاباتهن للتجاهل والنقد اللاذع، وظلا لفترة طويلة يتحايلان وهما يتعاملان مع الناشر حتى كشفا عن شخصيتيهن بعد ذلك.
جورج صاند
أو أرمادين لوسيل أورو ديبان الكاتبة النسوية المتمردة، فلم تختر لها اسم رجل فحسب وإنما عاشت حياة الرجال وارتدت ملابس الرجال تمردًا على العادات التي تقيد المرأة داخل العائلات التي تنتمي إليها، كان جوستاف فلوبير يناديها ب: أستاذتي العزيزة، وقال عنها فيكتور هوجو: إن النور يضيء حيث تتواجد.
ولكن على ما يبدو أنها تقمصت حتى مشاعر الرجال، فقد كانت متزوجة في صغرها وأنجبت ولدًا وبنتًا ثم طلقت من زوجها وبدأت في تغيير ملابسها وارتداء قبعات الرجال وسراويلهم، وكان هذا مظهرًا غريبًا جدًّا على امرأة في هذا العصر، وقد فعلت هذا لتتمكن من ارتياد المقاهي والصالونات الأدبية التي لم تكن سوى للرجال، وبدأت في عمل صالونات أادبية وتعرفت على كثير من الشخصيات الهامة.
أحبت في هذا الوقت رجلًا اشتقت من اسمه اسمها الجديد وكتبا رواية معًا ثم شعرت بالملل من هذه العلاقة وتركته، ثم في عام (1833م) تعرفت على الكاتب الفرنسي ألفريد دي مواسيه وعاشا معًا في مدينة فينيسيا الإيطالية لعدة أشهر ثم بدأت الخلافات فانفصلت عنه، ثم تعرفت على الموسيقي البولندي الشهير فريدريك شوبان، وكان شوبان مريض سلّ، استضافته وخصصت له حجرة دائمة في قصرها ووعدته أن تفعل لأجله كل شيء حتى يشفى من مرضه أخذته إلى جزيرة في مايوركا الإسبانية للاستشفاء ولكن المعيشة هناك كانت بدائية لم يجدا ما كانا يتوقعانه من راحة وطقس مناسب لصحة شوبان.
ولكن نتج عن هذه الرحلة العديد من المقطوعات الموسيقية الرائعة لشوبان وكذلك كتاب صاند شتاء في مايوركا، وكعادة صاند بعد العودة بدأت الخلافات وضجت منه ومن مرضه وبدلًا من أن تتركه بكلمة تركته بشكل أكثر درامية فقد كتبت رواية سردت فيها قصة حياتها ومعاناتها مع مرضه وفور انتهائها جعلته يطلع على المسودة ففهم منها أن صاند تريد أن تقطع علاقتها به، واعتبر هذه الطريقة في قطع العلاقة في غاية القسوة، عاش شوبان بعد ذلك عامين فقط ورحل وعمره أربعون عامًا، وبعده التقت صاند بالرسام العالمي أوجين ديلاكروا وظلت بينهما مراسلات حب لمدة ثلاثين عاما، وقد كانت صاند معروفة برجاحة العقل والرصانة في التفكير، وتميزت بالجرأة والغرابة وناضلت في جميع كتاباتها ومواقفها من أجل تحرير المرأة المقهورة بعادات لا إنسانية.
وأخيرًا يتضح اختلاف الأسباب بين رداءة كتابات النساء وبين القهر الواقع عليهن حتى في المجتمع الأوروبي، مما جعل بعض الآراء تذهب إلى أن شكسبير أيضًا كان امرأة متخفية في اسم وزي رجل وذلك لقدرته غير العادية على التعبير عن مشاعر المرأة، ولكن رجح البعض أنه كان لديه حبيبة ملهمة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 14,463
لماذا اختارت بعض الكاتبات أن ينشرن أعمالهن تحت أسماء الرجال في العصر الباروكي؟
link https://ziid.net/?p=67992