دراسة: امتلاك هواية يقلل من أعراض الاكتئاب بنسبة 30%
لا تزيد الهوايات من مستوى سعادتنا فحسب، بل وتساهم في شفائنا أيضًا، وحصولنا على حياة بجودة أفضل وأكثر إمتاعًا
add تابِعني remove_red_eye 91,100
هل تعرف شخصًا مُغْرمًا حقًّا بشيء محدد مثل الطبخ أو الرسم أو جمع الطوابع أو صنع نماذج القطارات؟ حسنًا، تشير الأبحاث التي أجرتها كلية لندن الجامعية أن ممارسة هواية تقف كحاجز كبير ضد الاكتئاب.
بَنت الأبحاث نتائجها على بيانات (8,780) شخصًا (فوق سن 50). حيث أفاد (72%) ممَّن شملتهم الدراسة أن لديهم هواية، وتجاوزت نسبة منهم (تبلغ 15,6%) عتبة الاكتئاب وفق المقياس الوطني للأوبئة. خلال فترة الاختبار، والتي امتدت من عام (2004م) إلى عام (2017م)، قلّل وجود هواية من خطر الإصابة بالاكتئاب بنحو (30%). وقد لوحظت التأثيرات لدى كل من الرجال والنساء، وكانت متماثلة لدى الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب قبل بدء فترة الدراسة مع الذين ظهرت لديهم بعدها.
وجد الباحثون، من خلال الدراسة سابقة الذكر، أنه إذا كان الأشخاص الذين لا يُعانون من الاكتئاب لا يواظبون على هواية، فستُخفف ممارستهم لها احتمالية ظهور أعراض الاكتئاب بنسبة (32%). ومن الملفت للنظر، أن من كانوا يعانون من الاكتئاب وانخرطوا في هواية لمسوا تراجُعًا في الأعراض وزاد احتمالية تعافيهم من هذا الاكتئاب بنسبة (272%).
يمكن أن تكون الهواية وسيلة تسلية أيضًا!
لتحديد معنى كلمة “هواية“، اعتمد الباحثون على تعريفات من دراسات سابقة والتي تضمّنت أشياء مثل الفنون والحرف اليدوية (مثل الرسم أو الخياطة) إضافة للتطوع المجتمعي والنجارة والتأليف الموسيقي. هذا البحث هو الأول الذي اُعتبرت فيه ممارسة الهواية -لفترة طويلة- حلًّا دفاعيًّا ضد الاكتئاب، عوضًا عن كونها مجرد لحظات في حياة شخص ما.
ربما الأهم من ذلك عندما يتعلق الأمر بالهوايات، هو أن التحسن في الأعراض الاكتئابية أو الوقاية منها لم يكن مرتبطًا بالتفاعل الاجتماعي، مما يعني أن شخصًا ما يحلّ الألغاز “Puzzles” في القبو لمدة (4) ساعات كان يستفيد على الأرجح من التأثير بنفس قدر شخص حضر حفلة موسيقية صاخبة، أو انخرط في لعبة القرص الطائر مع آخرين.
انتهز كل لحظة من الحياة
يرى الباحثون أنه يمكن استخدام ما توصلوا إليه كوصفة طبية مجتمعية، وهو فعّال -غالبًا- لأولئك الذين يعانون من أعراض الاكتئاب المنخفضة إلى المتوسطة، والتي غالبًا ما تكون الحلول الصيدلانية التقليدية غير فعالة. على سبيل المثال، اكتشف باحثون في جامعة كورنوال البريطانية أنه خلال جائحة كوفيد-19 حيث تمّ تعليق السفر، حمل (التخطيط لرحلة) تأثيرات قابلة للقياس على تخفيف أعراض الاكتئاب، حيث مثّل نوعًا من “الضوء في آخر النفق”.
ففي عام (2014م)، نشر الباحثان “أميت كومار-Amit Kumar” و”ماثيو كيلينجسورث-Matthew Killingsworth” ورقة حول كيف توفر (التجارب) سعادة أكثر من (السلع المادية). ركزت الورقة على جانب غالبًا ما يتم تجاهله، ألا وهو: خوض تجربة/مغامرة مقابل الاستهلاك، والتأثيرات النفسية لكليهما.
ووجدت الدراسة أن (الامتنان المتأخر: أي تخيّل السعادة المبنية على القيام بالشيء قبل الانخراط الفعلي)، خاصة فيما يتعلق بالسفر، حقق متعة أكثر من الاستهلاك الفوري والاستهلاك المتأخر للسلع والخدمات المادية. عززت ورقة أخرى عام 2002 هذه الفكرة عندما وجدت أن مواطني المملكة المتحدة كانوا أكثر سعادة عندما كان لديهم رحلة عطلة مُخطط لها. “يبدو أن أولئك الذين ينتظرون الذهاب لقضاء عطلة هم أكثر سعادة بحياتهم ككل، ويختبرون مشاعر أقل سلبية وبالتالي يتمتعون بتأثير إيجابي شامل من المشاعر السارة”.
وخلصت الدراسة أيضًا إلى نتيجة مفادها: “أن الأشخاص الذين يُخططون لرحلة في العطلات سعداء أيضًا بأسرهم، ووضعهم الاقتصادي، ومجالاتهم الصحية مقارنة بمن لا يهتمون بأخذ عطلة”.
تأثير الاتحاد مع الطبيعة على الصحة النفسية
على صعيدٍ آخر، تشير دراسة أخرى لذات الجامعة إلى أن “الاتحاد مع الطبيعة” لمدة (20) دقيقة يمكن أن يقلّل من مستويات هرمون يسمى الكورتيزول الذي يعدنا للمواقف العصيبة، ولكنه -وعلى نحو غير مفاجئ- يسبب القلق أيضًا.
قالت الدكتورة ماري كارول هانتر، الأستاذة المساعدة في جامعة ميشيغان والمشرفة على البحث آنف الذكر، “تبيّن دراستنا أنه للحصول على أكبر عائد، من حيث خفض مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول بكفاءة، يجب أن تقضي (20) إلى (30) دقائق الجلوس أو المشي في مكان يمنحك إحساسًا بالطبيعة”.
وللموسيقى نصيبها أيضًا
اكتشف مشروع الموسيقى كعلاج بالطب التابع للأكاديمية البريطانية للعلاج الصوتي أن الأمر يستغرق ما بين (8) إلى (20) دقيقة من الاستماع إلى الموسيقى للتخلص من جميع المشاعر السلبية: بدءًا من تخفيف أعراض القلق، إلى مساعدة الأشخاص على التخلص من الإجهاد التنفسي، وحتى جعل الناس أكثر سعادة.
الخلاصة
إن التواجد في الطبيعة أو السفر أو التعلم عن الجغرافيا والاستماع إلى الموسيقى أو تأليفها.. كلها بالتأكيد هوايات -أو على الأقل متاخمة للهواية- وكلها تعمل على تقليل أعراض الاكتئاب.
add تابِعني remove_red_eye 91,100
مقال هام يشرح لك أهمية امتلاك هواية
link https://ziid.net/?p=61205