خطوات بسيطة تحقّق لك الاستفادة من قراءتك للكتب
الكتب هي أفضل صديق يفيدنا ويخلق بداخلنا روحًا جديدة، لذا علينا قراءته بتأنٍّ وتمعّن ليعود هذا بالنفع على عقولنا وحياتنا.
add تابِعني remove_red_eye 10,745
نواجه أحيانًا بعض المشكلات في الاستفادة الكاملة من الكتب التي نقرأها، وغالبًا ما يكون سبب ذلك هو نسيان محتوى الكتاب والأفكار الرئيسية أو عدم حصولنا على المغزى والسر الذي يحتويه الكتاب مع عدم شعورنا برغبة في العودة إلى قراءة هذه الصفحات الكثيرة مرةً أخرى، لهذا سأحاول أن ألخّص لك كل الاستراتيجيات التي تعلّمتها لكي تستفيد من الكتب التي تقرأها بشكلٍ عملي ولا تنساها.
أولاً: الأدوات التي تحتاجها:
- الكتاب الذي سوف تقرأه.
- قلم ودفتر ملاحظات لتسجّل فيه الأفكار الرئيسية، وسأوضّح لك كيف تفعل ذلك.
ثانيًا: خطوات القراءة التي تساعدك على الاستفادة الكاملة من الكتاب الذي تقرأه:
- اقرأ مقدمة كل فصل قراءة جيدة، ثم استعرض العناوين الرئيسية والعناوين الفرعية والكلمات والعبارات المميزة، فهي تمثّل الفكرة الأساسية لكل فقرة، ولا تنسَ أن تدوّن هذه الأفكار والعبارات المميزة في دفتر ملاحظاتك واستخدم القلم الأحمر في الأفكار أو العناوين الهامة.
- اسأل نفسك باستمرار “ماذا أريد أن أعرف؟” فهذا السؤال يسهّل عليك أن تجد الأفكار التي تحتاج إليها بسهولة ويجعلها تُضيء أمام عينك، واسأل أيضًا “ماذا يريد المؤلف أن يقول بالضبط؟” وفي الإجابة عن هذا السؤال فكّر في السر والمغزى وراء كلمات الكاتب، فكما يقول ستيفين كينق “الكتب الجيدة لا تكشف جميع أسرارها مرةً واحدة”.
- اقرأ الكتاب قراءة جيدة ناقدة، وسوف تلاحظ في بعض الكتب ذِكر الكثير من المراجع، فإذا كنت من المتخصّصين في المجال الذي تقرأ فيه فعليك الاهتمام بها وكتابتها في دفتر ملاحظاتك للتوسّع والاستزادة، أما إذا كنت غير متخصّص فيمكنك أن تتجاوز عنها أو تقرأها قراءة عابرة.
- وجّه اهتمامًا كبيرًا إلى الصور والرسوم ووسائل الإيضاح الموجودة في الكتاب، فإنها سوف تُسهّل عليك عملية الفهم.
- لخّص في النهاية كل ما عرفته ووجدته في الكتاب وحدّد فائدته وتطبيقاته العملية.
هكذا تكون قد قرأت الكتاب قراءة جيدة “فإن أفضل من الكتاب الجيّد هو القارئ الجيد”.
ثالثًا: طرق للتغلّب على النسيان:
– راجع ما قرأته كوحدةٍ متكاملة، وانظر مرةً أخرى في دفتر ملاحظاتك إلى العناوين الرئيسية والفرعية والأفكار الرئيسية والعبارات التي لفتت انتباهك، وأثناء فعلك هذا اقرأها بصوتٍ عالٍ وتخيّل أنك تشرح هذه الأفكار لشخصٍ آخر وتدعم شرحك بالأمثلة ليفهم جيدًا، ذلك سيساعدك على نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.
– هناك طريقة أخرى، حيث تعتبر كمية النسيان ٥٠% بعد ساعةٍ واحدة من القراءة ومراجعتها، وترتفع إلى ٩٠% بعد مُضي يومٍ واحد، فكيف نعكس هذه النتيجة ونتذكر بشكلٍ جيد؟ هناك بعض الدراسات التي أُجريَت في جامعة نيويورك أظهرت تقنيات عملية تُمكّن الشخص من عكس منحنى النسيان الاعتيادي بحيث يتذكر الأشياء بشكلٍ أفضل مع مرور الوقت.
بعض التقنيات التي تمكّنك من تذكر المعلومات بشكلٍ أفضل:
- تخيّل أنك سوف تحضر محاضرة أو اجتماع ولكن يُمنع فيه أخذ الملاحظات أو التسجيل مع أهمية تذكّر النقاط البارزة التي سوف تطرح في المحاضرة، هنا أصبح فرضٌ عليك أن تجعل عقلك دفتر ملاحظات.
- لذا مع مُضي الجلسة اصنع ملاحظات ذهنية للنقاط الرئيسية المطروحة عن طريق تكرار العناوين في نفسك بشكلٍ متعدد ورقميٍ متسلسل، وأن تُكرّر هذه القائمة من البداية كلما تم إضافة عنوان جديد.
- يساعدك أيضًا أن تُرفق كل عنوان بتمثيلٍ بصري في ذهنك لموضوع المسألة، خصوصًا إذا كانت تلك الصورة مميزة أو مضحكة مثلاً.
- بعد مُضي خمسة إلى خمسة عشر دقيقة من الجلسة ابحث عن مكان هادئ بحيث يمكنك أن ترتاح ثم تتأمّل المواضيع الرئيسية التي حفظتها في ذهنك، ولا تقلق إذا بدا لك بأن الكثير منها قد فُقد تمامًا في هذا الوقت القصير، اقضِ دقيقتين في هذا التمرين ولا تُجهد نفسك في تذكّر العناصر المراوغة.
- بعد ساعةٍ تقريبًا كرّر كل المواضيع في نفسك مرةً واحدة واكتب الملاحظات إن أمكنك هذا، شاملًا كل المواضيع بدون إجهادٍ لا داعيَ له، كرّرها في نفسك وستجد جوانب وبيانات جديدة عن طريق ترابط الأفكار.
- الجلسة الثالثة يجب أن تكون بعد ثلاث ساعات، والتي تليها بعد ست ساعات، وهكذا.. ولكن يُفضّل أن تكون الجلسة الأخيرة قبل النوم مباشرةً لتحقيق أقصى فائدة من تعزيز المعلومات عن طريق اندماجها مع الأحلام.
- كرّر إجراءات الاستدعاء هذه من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم الثاني والثالث، مع الحرص على الاحتفاظ ببعض الوقت الفاصل فيما بين الجلسات بانتظام خلال نفس اليوم.
تذكّرني هذه الطريقة بقول أوسكار وايلد “إذا لم تستمتع بقراءة كتاب مرارًا وتكرارًا، فما الفائدة من قراءته من البداية؟”
وفي النهاية حاول أن تطبّق ما تعلمته من الكتاب واجعله واقعًا ملموسًا له معنى في الحياة العملية، وهكذا تكون استفدت من الكتاب الذي قرأته بطريقةٍ مُجدية، ولا تنسَ أن تشارك ما قرأته مع الآخرين، فهذا يقوّي ذاكرتك أيضًا ويساعدك في تذكّر الكلمات.
يقول هاروكي موراكامي “لا أندفع في القراءة كأنني في سباق، بل أُعيد قراءة الأجزاء التي أعتقد أنها الأهم حتى أفهم مغزاها” فالكتب هي أفضل رفيق في الحياة، رفيق يُفيدك دائمًا ولا يتركك أبدًا، كلما تمسّكت به أعطاك كل ما عنده.
add تابِعني remove_red_eye 10,745
خطوات سهلة للاستفادة من قراءة الكتب وعدم نسيانها.
link https://ziid.net/?p=22730