تجربتي مع مسلسل Friends
"سأكون هنا بجانبك، عندما يبدأ سقوط المطر، سأكون هنا بجانبك، كأني مررت بهذا من قبل، سأكون هنا بجانبك، لأنك أنت أيضا بجانبي"
add تابِعني remove_red_eye 61,969
في الفترة الماضية قمت بشيء كنت أريده جدًّا، وهو أن أشاهد المسلسل الأمريكي (friends) هذا المسلسل الذي سيبدو للكثيرين مسلسلًا قديمًا جدًّا، ونحن الآن نتابع كل جديد، كما أن الكثيرين مما يحبون مشاهدة المسلسل كانوا قد شاهدوه بالفعل قبل ذلك، وأحبوه أو ارتبطت ذكرياتهم به، لقد كنت متخوفة في بادئ الأمر من إضاعة وقتي، وكذلك الفجوة بين الكوميديا المصرية والكوميديا الأمريكية كانت كبيرة جدًّا.
لذلك كنت أخاف من عدم فهم ما يقولونه، هل سأفهمه؟ هل من الممكن أن أضحك؟ إلى غير ذلك من الأفكار، ولكنني تجاسرت وشاهدته، فكان ذلك المسلسل من أفضل ما شاهدته هذا العام، ولقد أفادني في الكثير من الجوانب وأزعم أنني خرجت منه اختلف عن دخولي إليه.
الصداقة هي الباقية
من البديهي أن يكون المسلسل الذي يسمى الأصدقاء يدور حول الصداقة، ولكن هنا نحن نتحدث عن الصداقة بشكل مختلف، إنها صداقة بين ست من الأشخاص المختلفين كليًّا حتى مونيكا وروس الأخوة، اختلفت شخصياتهما بشكل كبير، ذهلت حينما علمت أنهما يهوديان في آخر المسلسل بينما باقي الأصدقاء مسيحيون وفيبي ربما كانت لا تعتنق دينًا معينًا، لكن تلك الصداقة كانت مختلفة ورائعة.
لقد كان التقبل هو عنوانها، العنوان الذي لم يفرق بين الغني، والعاطل والذي يكسب ما كاد يكفيه، والذي يجنى مالًا وفيرًا، الصداقة هنا لم تتطلب الكثير من البذل لتكون صداقة، ففي وقت الحزن يتواجد الأصدقاء مثلما حدث في إحدى الحلقات وتم هجر تشالندر، أو في المشكلات بين روس وريتشل، حتى حينما تكون ريتشل المخطئة كانت مونيكا تساعدها وتوجهها، أو تدعمها من أجل أن تتقدم، حتى في الأشياء التي كانت تعرف أنها تجعلها تشعر بالحزن ولكنها مضطرة للقيام بها، كانت تحاول ألا تجعلها تعرف، لقد كانوا يقبلون بعضهم.
على الرغم من أنهم لا يفهمون ما يقوله روس في كثير من الأحيان فإنهم كانوا يشجعونه، وعلى الرغم من سخرية تشالندر من الجميع فإنه قدّم كل ما في يده من دعم لهم، وخاصة لجوي، الذي كنت تظن أنه ابن لتشالندر ليس صديقه فحسب، وحينما تفتح الحياة ذراعيها لجوي لم يكن لينكر ذلك بل كان دائمًا يقوم بمشاركة تشالندر حصيد نجاحه، حتى حينما اعترفت فيبي بأنها أساءت لروس ذات يوم لم يتوقفا كثيرًا عند ذلك، بل إن الأمور مضت كما يمضي أي خلاف صغير، لم يكن الأصدقاء هنا أصدقاء لفترة معينة بل كانوا سويًّا يدعم كلّ منهم الآخر، لقد كانوا دائمًا كمثل كلمات الأغنية هناك من أجل بعضهم بعضًا.
ستمضي الأوقات الصعبة ويكسب المتعب
أكثر الشخصيات قربًا مني كانت مونيكا، مونيكا بكل ما تحمله من داخلها، وخارجها، حتى النقد الدائم من الأهل والذي يجرح القلب في بعض الأحيان، لكنه كان دائمًا بسبب أن مونيكا ينتظر منها الأفضل، فوالدها كان يراها ناجحة، لقد خسرت الكثير من الوزن، وكذلك الكثير من قصص الحب الفاشلة، والكثير من الخسارات المهنية، لكن مونيكا ظلت مونيكا تقاوم دائمًا تمضي للأمام دائمًا.
وكذلك كانت مونيكا هي دائمًا المضيف، الذي يستقبل الأصدقاء في بيته لقد كانت مونيكا على الرغم مما في قلبها، مرحة وصبورة وامرأة لا تيئس أبدًا، تسلك كل الطرق، لا تحبط ولا تقف مكتوفة اليدين، بل تحاول وتمضي وتغير حياتها، وفي النهاية أرى أن نهايتها كانت عادلة جدًا ومستحقة، وكنت قد قرأت أن السيناريو الأول كان يقتضي أن تحب مونيكا جوي، ولكن النهاية الحالية كانت أجمل بكثير مما كان من المفترض أن يكون الأمر ذكرني حينما أبدأ بقراءة قصة، ثم بعد ذلك أعثر على شيء جديد جدًّا يغير مجرى الحدث ويبدل المعنى.
الحب لا يتعلق بالمميزات
“لكن لديها عيب واحد، وهو أنها ليست رايتشيل” روس متحدثًا عن حبيبته رايتشل. أحبها حينما كانت صغيرة ومتهورة، ومرفهة، بأنف يحتاج لتجميل، أحبها حينما كانت لا تراه سوى أخي مونيكا غريب الأطفال، وأحبها حينما أصبحت امرأة مستقلة تعتمد على نفسها، قادرة على البدء من جديد، تترقى في المناصب، أحبها حتى حينما كانت مع غيره، لقد كان روس دائمًا هو صورة المحب المخلص، على العكس من حبيبته والتي لم تحبه إلا حينما عرفت أنه يهيم بها، لقد كانت لا تلاحظ ذلك أو ربما لم تره جذابًا بشكلٍ كاف، ولكنه هو، بقي يحبه، ويغار عليها، ويتمنى أن يبعد عنها أيّ أحد يقترب منها.
وهو الأمر الذي جعلها تكره تصرفاته في الكثير من الأحيان، وجعلها تشعر بأنه يحاصرها، وأنه لا يغار بل يشك في تصرفاتها وهو الأمر غير المقبول قطعًا والذي لن تتقبله هي أو أيّ امرأةٍ أخرى، ولكن في النهاية يتخلى العناد والكبرياء عن مقاعدهما وينتحيان جانبًا للحب، الحب الذي يغير الخطط.
كذلك حينما أحبت مونيكا تشالندر، لقد كانت تعرف ما به، تعرف أنه يخاف من الارتباط، وأنه يخشى النساء، وأنه يختبئ خلف وجهه الساخر فإنما يخفي شخصًا خائفًا من الرفض، مجروحًا بمشكلات والديه، وأزماته التي بدأت منذ الطفولة، إنه رجل بلا والدين تقريبًا على الرغم من أنهما على قيد الحياة، لذلك كانت مونيكا هي الملاذ، وهو كان يعرف أنها تريد أن تصبح أمًّا، تريد الاستقرار وبناء حياتها معه، لقد كانت تريد عكس ما يريده، ولكن الحب والتفهم والقبول يذللان الكثير من العقبات، فيمضي الحب في طريقه، وتحدث كل الأشياء الجميلة والرائعة، فيجتمعان في النهاية، من أجل تحقيق الأحلام التي ما توقعوها يومًا.
لأنها فيبي بوفيه
“هذا صحيح نعم أنا غريبة الأطوار” فيبي تتحدث عن نفسها. لأنه لا يوجد ذلك الشخص الذي يستمع لشخص يخبره عبر خط الهاتف أنه ينوي الانتحار اليوم، فيهرع إليه أحد ليجعله يتخلى عن تلك الفكرة، إلا إذا كان هذا الشخص هو فيبي بوفيه، لقد كانت فيبي بوفيه أكثر الأصدقاء إنسانية، المرأة التي تحنو على القطط لدرجة أنها تغني لقطة كريهة الرائحة، ربما ذلك لأنها جربت معاناة الحياة بلا مأوى، ولا تريد لأحد أن يعانيها.
وبتلك المناسبة فعلى الرغم من البداية المأساوية لحياتها، والحياة الصعبة التي عاشتها، لم تكن فيبي كئيبة أو ملكة الدراما التي تتحدث دائمًا من خلف معاناتها، بل كانت دائمًا الأكثر مرحًا، وصراحة لم ترتدي أيّ شيء لأنه يساير الموضة بل اختارت دائمًا ما يشبه روحها الفوضوية والتي تنبض بالحياة، ربما لأن تلك المعاناة عرفتها بأن الحياة لا تساوي الكثير من التجمل أو العيش مع القلق، لأن لكل لحظة نهاية، كل وقت سينتهي ويأتي غيره حتى ولم يكن الآتي أفضل، وكذلك الطموح فعلى الرغم من نقد الكثيرين لها، إلا أنها ظلت تعزف على الجيتار، لقد كانت فيبي بوفيه صاحبة فلسفة خاصة تقتضي بأنه لا يهم رأي أحدًا فيك، المهم هو أن تكون أنت لا أحدًا أخر غيرك، حتى لو وصفوك بأنك غريب الأطوار.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 61,969
في الفترة الماضية شاهدت المسلسل الأمريكي المحبوب friends، والذي كان تجربة تستحق تدوينها.
link https://ziid.net/?p=74486