مقدمة حول ماهية الشِّعر وفق آراء الشعراء الإنجليز
الشعر فن لغوي يُبهج الجميع ولكنهم يحارون في تعريفه، ولكنهم يشتركون في أنه جنس لغوي مليء بالجمال والعاطفة
add تابِعني remove_red_eye 11,348
تعددت تعاريف الشعر بتعدد الشعراء. فقد عرّف وردزورث الشعر بأنه “التدفق العفوي للمشاعر القوية”. وقالت إميلي ديكنسون عنه:”إذا قرأت كتابًا وشعرت بالبرد الشديد بحيث لا يمكن لأي نار أن تدفئني، أعلم حينها أن هذا هو الشعر”. وعرف ديلان توماس الشعر على هذا النحو: “الشعر هو ما يجعلني أضحك أو أبكي أو أتثائب، هو ما يشعرني بالطرب ويجعلني أريد أن أفعل هذا أو ذاك أو لا شيء.”
الشعر هو الكثير من الأشياء للكثير من الناس. فملحمة هوميروس، الأوديسة، التي وُصف فيها تجوال المغامر أوديسيوس، قد سميت أعظم قصة على الإطلاق. وقد قدم لنا الشعراء الدراميون -في عصر النهضة الإنجليزية- مثل جون ميلتون وكريستوفر مارلو وبالطبع شكسبير ما يكفي لملء الكتب المدرسية وقاعات المحاضرات والجامعات. وتشمل قصائد الفترة الرومانسية “فاوست” لغوته (1808)، و”كوبلا خان” لكوليريدج و”قصيدة غنائية عن الجرة الإغريقية” لجون كيتس .
أنكمل؟ لأنه من أجل القيام بذلك، سيتوجب علينا المواصلة من خلال الشعر الياباني في القرن 19، ومن الأمريكيين في وقت مبكر مثل إميلي ديكنسون وتوماس إليوت، وما بعد الحداثة، والتجريبيون، وسلام… الخ
إذاً، ما الشِّعر؟
لعل السمة الأكثر أهمية في تعريف الشعر هي عدم قابليته للتعريف أو التصنيف أو الاكتساب. الشعر هو الرخام المنحوت من اللغة. هو كلوحة فنية انتثرت فيها الألوان عدا أن الشاعر يستخدم الكلمات عوضاً عن الألوان والقارئ يُمثل اللوحة.
التعاريف الشاعرية للشعر هي نوعا ما ملتفة بذاتها. وعند أخذ التفاصيل الأساسية بعين الاعتبار، أعتقد أنه يمكن التوصل لتعريف سهل للشعر وذلك ببساطة عن طريق النظر إلى شكله والغرض منه. أحد أكثر الخصائص وضوحًا في الشكل الشعري هو اقتصاد اللغة.
الشعراء انتقائيون في اختيارهم للكلمات. وعلى الرغم من إن الاختيار الدقيق للكلمات للإيجاز والوضوح يعد أساسياً في الكتابة، حتى بالنسبة لكتاب النثر، إلا أن الشعراء تجاوزوا ذلك بكثير، فهم يأخذون بعين الاعتبار الخواص العاطفية للكلمة، وقيمتها الموسيقية، وتباعدها، وحتى مكانها في الصفحة. إن الشاعر ومن خلال ابتداعه في كل من اختيار الكلمة والشكل، يبدو وكأنه يوجه أهمية لأصغر التفاصيل.
يمكن للمرء أن يستخدم النثر ليروي وليصف وليجادل أو يُعرف. وكذلك الشعر فهناك أسباب عديدة أيضًا لكتابته. لكن الشعر، على عكس النثر، غالبًا ما يكون له هدف ضمني وعميق يتجاوز المعنى الحرفي. فالشعر مثير وغالبا ما يثير في القارئ مشاعر قوية: كـ الفرح والحزن والغضب والتنفيس الحب … إضافة الى ذلك، الشعر لديه القدرة على مفاجأة القارئ بإدراك مفاجئ ، بإلهام ، بالبصيرة وبفهم أكثر للحقيقة الأساسية والجمال.
كما قال كيتس: “الجمال هو الحقيقة. الحقيقة، الجمال.هذا كل ما تعرفه عن الأرض وكل ما تحتاج إلى معرفته”
كيف كان ذلك؟ هل بِتنا نملك تعريفاً الآن؟
الشعر هو تقديم الكلمات بطريقة فنية بحيث تُثير مشاعر قوية أو إدراكا مفاجئا لدى القارئ. غير مُرضٍ تماما، أليس كذلك؟ شيء يتركك تشعر نوعا ما بالرخص، واللا شيء، وبالفراغ من الداخل.
لا تفعل ذلك. لا تكبّل الشعر بتعاريفك. فكما تعلم، الشعر ليس بامرأة عجوز ضعيفة. الشعر أقوى مما تظن. الشعر هو الخيال وسيكسر تلك القيود أسرع مما يمكنك قول “نهضة هارلم” وأختم بهذه العبارة المستعارة: إن الشعر لغز مغطى في أحجية ملفوفة في سترة صوفية… أو شيء من هذا القبيل. أنه لا يحب تعريفاتك وسيهرب منها في كل منعطف.
اقتباسات يمكنك مشاركتها حول الشعر :
add تابِعني remove_red_eye 11,348
مقال أعجبني حول تعريف الشعر بصفته نوع من الأدب
link https://ziid.net/?p=15113