هل بالغت في حُب هذه الرواية؟
التجارب الأولى دائمًا ما تكون الأصعب، وتحتاج إلى الكثير من الشجاعة لكي نتمكن من فعلها خاصة إن كانت تجربة على عموم الناس
add تابِعني remove_red_eye 141
قد لا يكون العنوان شيقًا، أنا أعلم ولكنها بدايتي في الكتابة وكتابة المقال على وجه الخصوص، سوف أبدأ منذ بداية البداية ألا وهو العنوان، عند قراءة العنوان (في قلبي أنثى عبرية) أول ما سوف يخطر على بال أيّ امرئ أنها رواية حب معتادة، تحتوي على الكثير من التفاصيل المملّة لذلك هي طويلة جدًّا، وقد تحتوي على بعض الأمور الدينية التي لا يجب على عامة الناس التكلم بها. لكن بعد قراءتي لها والتمعن بها كانت أروع من هذا بكثير..
ولا داعي لإطالة الأمر والتكلم عن أول صفحة في الرواية إلى نهايتها؛ لأنها ذات صفحات كثيرة وسنكتفي بالفكرة العامة والرئيسة. تطرقت الكاتبة لعدة مواضيع مختلفة تمام الاختلاف وجميعها على الأغلب يستهدف بالطبع فئة اليافعين والشباب، وفي رأيي أنه كان من الأسباب التي جعلت الرواية أكثر تألقًا وأعطت صدى اجتماعيًّا أكبر..
بداية كانت تتكلم عن قصة حب واقعية ومختلفة في نفس الوقت وفجأةً في منتصف الأحداث انتقلنا إلى موضوع ديني بحت، وفي رأيي لو لم تكن الكاتبة في كل هذا المستوى من التألق لما استطعنا التأقلم مع الأمر بكل هذه المتعة.
تكلمت الرواية بشكل عميق عن الدين الإسلامي لدرجة لو أن غير مسلم قرأها -أنا متأكدة- لأسلم؛ لأنها وبالمعنى الحرفي مؤثرة جدًّا وبشكل قوي، وسوف نلاحظ أن الكاتبة مع أنها أدخلت الحب مع الدين لكنها لم تخلط الأمر، فقط اكتفت بإدخالهما معًا بطريقة فريدة وجميلة جدًّا. سوف أبدأ بسرد الأحداث بشكل سريع لمن لم يقرأها.
البطل مسلم، والبطلة يهودية، والعالم أجمع يعلم أن العلاقة بين اليهود والإسلام سيئة منذ الأزل ولكنها راعت هذا أيضًا، تكلمت عن إعجاب البطل بالبطلة وأيضًا راعت الجانب الديني. بعدها دخلنا في بعض التفاصيل ثم بدأ البطل يحثّ البطلة على الإسلام ويحببها فيه أو بالمعنى الأصح إقناعها به، بَدَت البطلة في البداية في موضع الفتاة المراهقة المحتارة العالقة في دوامة من الأمور أولها، أهلها الذين يكرهون الإسلام بشكل غير طبيعي. وعندما أصبحت البطلة عند حافة وصولها للإسلام وفي أوج حماسها وفضولها للتعلم عن هذا الدين العظيم فجأة اختفى البطل ولم يعد يربطها معه إلا بعض الرسائل التي كانت أغلبها تخفيها أهلها عنها أو يذهب بعضها للمكان الخطأ.
قررت هي الابتعاد عن ضغوط عائلتها لأسباب عدة؛ أبرزها تعرض أهلها لعدة مشاكل من عدة أسباب مختلفة وبذات في المسيرة الدراسية ويتصادف أن شريكتها في السكن كانت مسيحية، وهذا يعني اجتماع ثلاث أديان في رأسها في فترة حساسة لا تعلم أيهم سوف تختار، ويبقى الإسلام إن شاء الله الدين المنتصر.
بدأت عراكها. منها صديقتها المسيحية التي كلمتها كثيرًا عن المسيحية، ومنها خطيبها ورجلها الذي أحبت وتكلمه عن الإسلام، ومنها عقيدتها وعقيدة أهلها التي ترعرعت عليها منذ الصغر فماذا ستفعل؟
اختارت طريق التعلم، وهي محقة، فهو خير طريق في أبسط الأشياء فما بالنا بأمر كبير كهذا، أمر مهم دنيا وآخرة، باشرت التعلم والقراءة والاطلاع وزيارة أماكن تساعدها، وسبحان الله، قصت علينا بعض المواقف وقد اقتبست القليل منها الآن، تكلمت قائلة: في أول زيارة لها إلى الكنيسة شعرت بانقباض غريب في قلبها و عندما استمعت إلى كلام القس وشاهدت طريقة عبادتهم وأمورهم لم تشعر برغبة عارمة في العمل مثلهم وتقليدهم، بعكس ما شعرت به عند أول دخولها إلى المسجد، حيث انشرح قلبها بطريقة غريبة لم تكد تصدقها ورغبة عارمة في الانضمام لهم مع العلم أن المسجد الذي دخلت إليه لم يكن سوى مسجد بسيط في ناحية من نواحي دولة أجنبية غير مسلمة، فكيف إذا دخلت إلى مسجد كبير عظيم ذي أصول معمارية عثمانية راقية وعريقة.
لقد تذكرت مصحفها الصغير الذي أهداه إياها خطيبها وحبيبها الأوحد الذي ما زالت تذكره إلى لحظتها هذه، فكّرت مليًّا فيه وأمعنت التفكير ثم أخيرًا قررت فتحه، وفتحته. لقد كانت لحظة مؤثرة جدًّا جدًّا أتمنى لو أستطيع نقل الشعور أو على الأقل جزء منه بدأت بتلاوة القرآن وقد قرأتُ في تلك اللحظات سطورًا لن أنساها ما حييت، خشعت بطريقة تقشعر لها القلوب وتجعل القلب مطمئنًا سعيدًا ومنتشيًا بطريقة جذابة تجذب أيّ قارئ مبتدئ وشاب يافع.. في الحقيقة كانت أجمل لحظة في الرواية أجمع، بعدها عدنا إلى تسلسل الأحداث بشكل ملفت للنظر ويسير.
وفي النهاية تعرضنا لحدث غريب، كان حدثًا مزعجًا جدًّا وسيئًا، لقد فقد البطل ذاكرته، كان حدثًا مريعًا، تبدل مجرى الأحداث بشكل فظيع حيث كادت البطلة أن تخطب لغير الرجل ألا وهو صديقه، وكما ذكرت سابقًا كان شيئًا فظيعًا، ثم وبطريقة الكاتبة الفريدة واللطيفة عادت كل الأمور إلى مجاريها وكانت نهاية سعيدة، سعيدة جدًّا، لقد أحببتها بحق مع أنها كانت النهاية -نوعًا ما- قصيرة ولكن كذلك الحال مع كل الروايات.
تمنيت لو أنها لم تنته، لقد أعدتها مرتين ولا أزال إلى الآن أود إعادتها مرارًا وتكرارًا، وبالتأكيد أنا تطرقت فقط للجانب الذي أحببته وبشدة في هذه الرواية والجانب الإيجابي والسعيد من وجهة نظري طبعًا. والآن سوف أنتهي من مقالي المتواضع ببضع كلمات أكنّها إلى قارئي؛ إني أكتب عن أوائل الكتب في مسيرتي القرائية إنه عزيز على قلبي، أعلم أني قد أطلت التكلم أتمنى أنكم لم تشعروا بالملل فهذه أول مرة أعطي العنان ليَديّ وأنطلق في كتابة مقال متواضع وقصير. وبحق أشكر كل من صبر عليّ في السطور الأولى ووصل إلى هنا، للأمانة أحبك جدًّا، وأتمنى لك يومًا سعيدًا كسعادتي في هذه اللحظة.
أتمنى من كل قلبي أن تعطيني رأيك من نواحي عدة وتقيم أدائي على أساس أنه أل كتابةً لي، حتى ولو كانت صغيرة فهي مهمة بالنسبةً لي ورأيك الأهم طبعاً، فأنا قارئة مهووسة وقرأت العديد من الكتب وقد وددت بدء الكتابة بشيء أعشقه بحق، لذلك يهمني رأيك، وبالطبع إن لم أفلح في الموضوع فأنا أؤمن بمقولة الكاتب نايجل واتس: “مجرد قراءتي الكثير من الروايات لا يعني قدرتي لكتابة واحدة” وشكرًا جزيل الشكر.
كل الحب… احظ بيومٍ جيد وسعيد أيها القارئ اللطيف.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 141
بعثرات لطيفة وخط قلم جديد في رواية .. تجربة كتابة أول مقال
link https://ziid.net/?p=68669