كيف تصنع محتوى ترفيهيًًّا جذابًا في 5 خطوات فقط
الترفيه ليس مصدرًا للبهجة فحسب بل هو رسالة سامية تعكس ثقافة المجتمعات وتقدمها
add تابِعني remove_red_eye 29,562
السبب الرئيس الذي دفعني اليوم إلى كتابة مقالة تتحدث عن المحتوى الترفيهي هو اهتمامي باستكشاف ثقافات المجتمعات من خلال أعمالها الدرامية، وكانت الدراما الصينية والكورية الجنوبية ولا تزال من أكثر الأعمال الفنية التي أعشق متابعتها بين الفينة والأخرى، وأستطيع القول إن تعلقي الشديد بدول شرق آسيا واحترامي لهم نتج عن إعجابي بمسلسلاتهم.
ولكن وعلى الرغم من كل هذا بدأت أنتقد أيّ عمل ترفيهي أشاهده -حتى ولو جذبني في بدايته- ومقالة اليوم هي محاولة بسيطة مني لعرض بعض مقترحاتي بشأن تحسين أيّ محتوى ترفيهي، ولكن في البداية دعوني أخبركم بأهم خطوة يجب أن تنتبهوا لها قبل الشروع في تنفيذ أيّ محتوى ترفيهي، وهي “الإبداع”؛ لأن الأعمال المكررة لا تجذب انتباه الجمهور على الإطلاق إلا في حالات استثنائية جدًّا.
فمثلًا في كوريا الجنوبية تم عرض مسلسل “الزوجة المألوفة” منذ عامين تقريبًا، المسلسل خيالي ويحكي قصة زوج انتقل للماضي لتغيير زوجته بعدما زادت الخلافات بينهما، وبالفعل انتقل بالزمن للماضي وقرر ألا يتعرف عليها في أول لقاء بينهما، وبعد فترة اكتشف أنها زميلته في البنك الذي يعمل فيه؛ فقرر الابتعاد عنها قدر المستطاع لكنه لم يستطع تجاهلها خاصة في الأوقات العصيبة التي مرت بها، وفي تلك الفترة تعرّف عليها أكثر، واكتشف أن زواجهم الفاشل كان بسبب تصرفاته تجاهها، وإهماله لها.
طبعًا قصة المسلسل-من وجهة نظري-قد تستطيع حل الكثير من المشاكل الأسرية، وخاصة ظاهرة الطلاق، ولكن الشيء المثير للإعجاب فعلًا هو ما فعلته اليابان بعد عرض المسلسل في كوريا الجنوبية إذ قامت بأخذ نفس قصة المسلسل وأنتجتها وأذاعتها مباشرة في طوكيو، يعني بيت القصيد هو: إما أن تبدع في طرح فكرة جديدة أو تقوم بعرض فكرة عُرضت من قبل -وتستحق أن تُعرض مرة أخرى- بالنسبة لي لا أجد مانعًا أبدًا في رؤية تلك الدراما بحُلة عربية، على الأقل ستقضي على مُعتَقَد غريب مُسيطر على أذهان الرجال، وهو “المرأة النكدية”، عاشقة الكآبة والمشاكل.
والآن دعونا نتحدث عن الخطوات الخمس لنجاح أيّ عمل ترفيهي، ولنبدأ الخطوة الأولى بالمقولة المصرية “اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفهوش”.
1- لا تقع في فخ الروتين
أغلب صُناع الترفيه مع الأسف لا يعلمون أنّ المخاطرة هي أساس كل نجاح، ولكن عوضًا عن ذلك يلجئون لنفس الأشخاص مرارًا وتكرارًا سواء كانوا كُتاب محتوى أو مُخرجين أو حتى ممثلين، أعلم أن هناك أسماء بارزة حفرت أسماءها في عالم التأليف والإخراج والتمثيل، كل هذا لا اعترض عليه إطلاقًا؛ لكن كل ما أعنيه هو البحث عن المواهب الشابة باستمرار؛ فربما نجد بينهم نسخة أخرى من وحيد حامد أو يوسف شاهين أو حتى أحمد زكي.
2- اختار محتوى وقصة جيدة
هل تريدون جملة واحدة تعبر عن المقالة بأكملها؟؟ تلك الجملة هي “إذا أحسنت اختيار القصة؛ فلا داعي أبدًا لباقي الخطوات حتى ولو كانت مهمة”، من وجهة نظري القصة الجيدة والمحتوى الرائع قادر على إنجاح أيّ عمل ترفيهي، دعوني أوضح بمثال، حفلات مصر في المناسبات والعطلات كانت فكرتها اختيار مطرب مشهور للاحتفال، أتذكر أن حبي لكاظم الساهر بدأ منذ طفولتي؛ فحينذاك كانت حفلات كاظم عبارة عن موعد مقدس لكل أسرتي، لدرجة أن أبي أشترى جهاز فيديو من أجل تسجيل حفلاته.
فكرة الحفلات في حد ذاتها عبقرية؛ لكن اختيار نجم الحفلة (المحتوى) هو السبب الرئيس في الاستمرارية، وصانع المحتوى يجب أن يفكر جيدًا، ويسأل نفسه هل تلك الفكرة قادرة على الصمود مع مرور الزمن؟ وهل ستكون مثل مسلسل رأفت الهجان وذئاب الجبل والوتد أم سيراها المشاهد مرة واحدة فقط ثم سيغير محطة التلفاز فور رؤيتها مرة أخرى على الشاشة؟؟
3- كن مبدعًا في تنفيذ المشروع
منذ شهر تقريبا بدأت قناة “TVN” الكورية الجنوبية في عرض مسلسل “فينتشنزو” بعد إنتاجه بميزانية (20) مليار وون، والتي تعادل أكثر من(17.5) مليون دولار، وأخذت نتفليكس حقوق توزيع المسلسل مع قناة تي في إن، والمسلسل من بطولة الممثل “سونغ جونغ كي”، ومن وجهة نظري حققت الحلقة الأولى منه -خاصة أول نصف ساعة- نجاحًا باهرًا؛ لكن الشيء الوحيد الذي أحبطني -لدرجة أني لم أتابع باقي الحلقات- هو اختيار “جيون إيو بين” لأداء دور البطلة، قد يكون هذا السبب سطحي جدًّا؛ لكنه كان ولا يزال سببًا هامًّا جدًّا في نجاح أيّ مسلسل؛ لهذا السبب يجب أن يهتم صُناع الترفيه بمرحلة تنفيذ الفكرة ولا يعتمدون على جودة المحتوى فحسب.
4- اهتم بعملية الترويج
ترويج المحتوى الترفيهي بالضبط كالترويج لسلعة معينة؛ لكن الفرق الوحيد هو عنصر “الحداثة”؛ فأغلب السلع الآن معروفة بمزاياها وعيوبها، ولكن المحتوى الترفيهي عبارة عن كائن فضائي بالنسبة للجمهور؛ لذا يجب على صُناع الترفيه أن يروجوا له جيدًا وإلا لن يكترث المتابعون بشأنه حتى ولو توافرت فيه كل عناصر التشويق والجذب.
5- اطّلع على الثقافات المختلفة
في أيّ مشروع لا بد أن نمر بمرحلة دراسة السوق والمنافسين، ولهذا السبب يجب أن ينظر صُناع الترفيه حولهم، ويطّلعون على كل ما هو جديد في العالم، وهنا لا أعني أن نتجاهل تراثنا الشعبي أو نتغاضى عن أصالة المحتوى؛ لكن هدفي أن يبحث كل صانع محتوى عن طرق مختلفة لإبراز أجمل ملامح مجتمعه كما يفعل صُناع الترفيه في الصين وكوريا الجنوبية.
في الختام
أود أن أؤكد أن الترفيه أساسه فكرة واحدة، وكلما كانت الفكرة جيدة وغير مألوفة كلما أثرت في وجدان الجمهور؛ لكن يجب أن يتم تنفيذ الأفكار باحترافية كي يكتمل العمل الترفيهي بنجاح.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
إليك 5 نصائح سحرية لجذب اهتمام الجمهور إلى المحتوى الذي تقدمه
link https://ziid.net/?p=83271