كيف تعلم طفلك تذوق الجمال؟ من وجهة نظر “سليم عبد القادر”

يذكر أنَّ الحضارة الإسلامية زاخرة بالعطاء الفني الجمالي الأخلاقي، فلدينا تراثٌ كبير في الشعر والنثر والخط والنحت وغيره من ألوان الإبداع الفني الجمالي.

فقد استقبل أهل المدينة المنورة رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بـ”طلع البدر علينا” حين أتاهم مهاجرًا، وأنشد الصحابة أثناء حفر الخندق “نحن الذين بايعوا محمدا، على الجهاد ما حيينا أبدا” و”اللهم لولاك أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا”

كل هذا فنّ وجمال، وفي الأذان أمر الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- أن يؤذن بلال لأنه أندى صوتًا. وفي الصراع بين الحق والباطل كان هنالك الشعر والشعراء أبرزهم حسان بن ثابت، والشعر فنّ وجمال حتى في حال الهجاء.

من كان سليم عبد القادر زنجير (رحمه الله)؟

كتب سليم عبدالقادر –رحمه الله- أكثر من (250) أنشودة وتفرغ لأدب الطفل بالرغم من أنه درس الهندسة المدنية. أشار من خلال ملاحظته إلى مشكلات في بعض الأنشطة المقدمة للطفل من تمثيل ومسرح وأناشيد تقام في المدارس أو المراكز أو المسارح، أو ما يعرض على الشاشات بأنه هنالك أعمال تجارية تسطح الفكر وتفسد الذوق. وفي المدارس نجد النزعة التعليمية على حساب الجمال الفني في المسرحيات المقدمة.

ونتعرف في مقالة اليوم على رأي رائد الأدب الإسلامي في فنّ الأنشودة حول مسألة الجمال.

إن الله جميل يحب الجمال

يسأل “سليم” هل هناك كلمة أفصح وأوضح من هذه الكلمة النبوية؟ “إن الله جميل” ومن جماله أن يبدع هذا الكون الجميل ومن حبه للجمال أن ينثره في السموات والأرض.

من مظاهر الجمال التنوع

فلا نجد مخلوقًا يطابق غيره لا في عالم الإنسان ولا الحيوان ولا النبات ولا الجماد فالشمس تؤدي دورًا جماليًّا بالإضافة إلى دورها الحيوي، وهنالك أسماك الزينة التي لا نعرف لها غاية إلا الجمال وكذلك في عالم الطيور.

جمال خاتم الأنبياء

ويوضح أن الله اختار نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وهو جَمِيلٌ وَصَفَهُ الصّحابة -رضي الله عنهم- بأنه الجمال في منتهاه وكالقمر ليلة البدر.

الجمال في القرآن الكريم

القرآن العظيم أبهر ألباب العرب وهم أهل الفصاحة والبلاغة بإعجازه الجمالي فضلًا عن إعجازه الموضوعي، ولذلك قال عنه البعض أنه سحر، حتى إن الشاعر لبيد بن ربيعة قد اكتفى بالقرآن بعد إسلامه وكفّ عن قول الشعر لإحساسه بعدم جدوى ما يمكن أن يقوله أمام عظمة وجمال القرآن وروعته.

الجمال و الطفل

يميل الطفل إلى الأجمل في الألعاب والملابس وحتى الأطعمة لذلك تتفنن الشركات المصنعة لهم لتخرجها لهم في أفضل وأجمل صورة لجذب الطفل ودفعه للشراء.

الجمال الفني عند الطفل

يشرح “سليم” أن المقصد من الجمال الفني هو ما يتضمنه من أدب وسماع ورسم وهو الأمر الذي يحتاج إلى من يأخذ بيد الطفل إليه ويلفت نظره نحوه ويساعده على التذوق والارتقاء بعد ذلك بالذوق الفني بقدر الإمكان.

أفلاطون اقترح في مدينته الفاضلة أن يتم استلام الأطفال من ساعة الولادة وتعهدهم بالتربية المثالية عن طريق تعليمهم الحكمة والمنطق والفروسية إلا أن هنالك مشكلة واجهته وهي أن هذه النماذج ستكون خشنة جافة فكيف يهذب طباعها فاقترح الموسيقى حلًّا كما يرى، والفن النظيف كما يذكر “سليم” يهذب الطباع الإنسانية من الغلظة والقسوة.

وحتى ينشأ الطفل سويًّا يقول : “لا بد من تربيته تربية متوازنة وذلك بأن نساعده على أن يأخذ من كل علم بطرف ومنها الفنون وذلك لا يعني إرغام الطفل فهنالك اختلاف في الأمزجة لذلك أنت في البداية تساعده على التذوق ثم يأتي دور الطفل وإذا كان موهوبًا تابع الوجهة أو نجده أعرض عن الفنون كلها”.

• 13 شيئا يجب أن تعلميهم لطفلك قبل سن المراهقة
• 7 قيم يمكنك أن تفعلها في رمضان مع طفلك  
• 15 أمرًا عليك أن تجعلها أسس تربية طفلك

أمور افعلها حتى يتذوق طفلك الجمال

• يذكر سليم أن الجمال قابل للتعلم مثل الفقه والنحو والرياضيات. وفي البداية من الأفضل أن يتم تعليمه الفن الكلاسيكي كونه أقرب للفهم. وهذه ليست قاعدة صارمة -كما يرى- بل تختلف بحسب ظروف الزمان والمكان.
• ويكون تذوق الطفل للجمال الطبيعي كونه محسوسًا ومرئيًّا وملموسًا أيضًا، فمثلُا نلفت نظره إلى قرية النمل أو خلية النحل وما فيها من نظام صارم للعمل والإنتاج وإلى قوة الأسد، وحجم الفيل والحيوانات أنواع منها البرية والبحرية ومنها آكل اللحوم ومنها آكل النبات وهكذا.
• وكذلك إلى النباتات وما فيها من الجمال من أوراق وأزهار والألوان والثمار. وفي كل نوع وصنف عن غيره من الأنواع والأصناف.
• وبعدها إلى الشمس والقمر والنجوم وإلى الجبال والأنهار والبحر والمطر والثلج إلى تغيُّر الفصول الأربعة كل هذا بإشارات عفوية في وقتها المناسب بعيدًا عن الإلحاح والمباشرة التي إن زادت عن الحد فقدت تأثيرها.
• اصحب أبناءك في نزهة إلى بُستان أو حديقة أو غابة خارج المدينة أو إلى صحراء حتى تساعدهم على تأمل جمال الكون وتذوق الجمال وساعدهم على الدهشة من خلال اكتشاف أماكن جديدة.
• اصطحب طفلك إلى المتاحف والمعارض الفنية والتجول فيها بمتعة والتوقف أمام اللوحات الجميلة وتأملها. والإشادة بمواطنِ الجمال والضعف في اللوحات ينمي الذائقة الفنية لدى طفلك.
• نمِّي التذوق الأدبي لدى طفلك من قصة وشعر ومسرحيات مكتوبة والطفل يميل لسماع القصص المحكية كونها عُرفًا سائدًا خاصَّةً وأن راوية القصة تكون الجدة أو الأم.
• تذوق أنشودة أو أغنية جميلة من كلمة وأداء ولحن في شيء يتناسب مع سنّ طفلك ومخصص له، أما أغاني الكبار فهي لم تكتب له وبعضها يحمل قيمًا سلبية.