كيف تنهي قراءة 100 كتاب في السنة؟

كل منا يخطط في بداية السنة من أجل الاطلاع على مزيد من الكتب من أجل ثقافتنا في عدة اتجاهات، أو المتعة والتعلم من تجارب الآخرين، ولكننا نفاجأ بعد مرور سنة بعدم إنهاء أكثر من خمسة كتب، في  حين نجد بعض أقراننا قد تعدى عدد الكتب التي اطلعوا عليها المائة، فما السر في قدرت البعض على القراءة والقدرة على تحمل إنهاء عدد كبير من الكتب؟

ولأن القراءة مندوبة؛ بل أول أمر إلهي للرسول صل الله علية وسلم: اقرأ، بالقراءة نكسب العلوم النافعة. بالقراءة نتواصل مع عقول الآخرين وأفكارهم، وبها نفهم أنفسنا ونفهم الآخرين بصورة أفضل. والقراءة متعة للنفس وغذاء للعقل، وتمنحنا الفرصة للتعلم الذاتي – الذي هو أفضل أسلوب للتعلم – والنمو اللغوي، وهي أساس التمية والتفكير السليم، وغرس القيم الحسنة.

وبالقراءة تنمو الشخصية وتتطور المهارة وتتوسع المدارك. والقراءة فرصة لاستغلال ثروة الوقت خشية ذهابها فيما لا ينفع. إذ لا نهضة لأمة بغير نهضة أبنائها، ولن ينهض أبناؤها إلا بتنمية العقول ولن تتحقق تنمية العقول إلا بالقراءة.

قيل لحكيم: كيف تحكم على إنسان؟ قال: أسأله: كم كتابا يقرأ؟ وماذا يقرأ؟

كان أحد العلماء يستأجر دكاكين باعة الكتب ويبيت فيها للمطالعة!

وإليك بعض الطرق من أجل رفع عدد الكتب التي تقرؤها خلال العام

١ – ضع هدفا واقعيا لعدد الكتب

مثلا، إذا كان معدل ما تقرأ في العام الماضي أقل من ١٠ كتب، فليس من الواقعي أن تضع هدفا أن تقرأ ١٠٠ كتاب؛ فمن الأفضل أن تبدأ بهدف ٥٠ كتابا ثم تزيد في السنوات التالية حسب طموحك، وقم بحساب عدد الكتب في نهاية كل سنة والظروف التي ستواجهك في السنة التالية (زيادة عدد ساعات الدراسة) لتستطيع وضع هدف واقعي ولكن يكمن فيه بعض التحدي لك.

٢- اقرأ ما يجذبك

تتنوع مضمونات الكتب المعروضة، لذلك لا بد من أن تجد الكثير من الكتب التي تناسب أحد ميولك، قم بالبحث عن الكتب التي تتحدث عن موضوع معين ثم شاهد رأي القراء بالكتاب وتقييمه. جرّب أنوعا جديدة من الكتب فقد تجدها ممتعة، وخذ قاعدة لنفسك بأن تحكم على الكتاب بعد أن تنهي الربع أو الثلث؛ فبعض الكتب لا يتضح جمالها من الصفحات الأولى .

٣-  كوّن أصدقاء للقراءة

إذا استطعت أن تكوّن مجتمعا من القراء من أقرانك وأصحابك فسيكون رائعا، وإن لم تجد لذلك سبيلا، فاتجه نحو وسائل التواصل الأجتماعي، فهي ذاخرة بصفحات الأشخاص الذين كرسوا تركيزهم من أجل نشر ملخصات الكتب والتشجيع على القراءة .ويمكنك أنت أيضا أن تبادر بفتح صفحة خاصة بك من أجل نشر آخر ما اطلعت عليه من الكتب؛ فأنت بذلك تشجع نفسك وتنفع غيرك .

٤ – دوّن قائمة كتبك

كتابة قائمة بالكتب التي تنهيها يساعدك على قياس مدى تقدمك نحو الهدف، ورؤية عدد الكتب التي أنهيتها يشجعك لقراءة المزيد ومن المعلومات التي أقترح عليك تدوينها (اسم الكتاب والمؤلف، عدد الصفحات، نوع الكتاب، تاريخ إنهاء الكتاب) أو يمكنك التسهيل على نفسك بكتابة اسم الكتاب في مذكرة الهاتف .

٥-  حدد وِردا يوميا من القراءة

حدد كل يوم عددا من الصفحات التي يجب إنهاؤها مهما كانت الظروف، وليكن مثلا ١٠ صفحات في اليوم، وفي أيام الإجازات قم بزيادة عدد الصحات حسب وقتك، فمثلا، في الصيف يمكنك أن تنهي عددا أكبر من الكتب .

٦ – شجع نفسك

عند إنهاء ربع عدد الكتب التي تستهدفها، كافئ نفسك وهكذا مع النصف حتي تصل للهدف .

٧- الكتب الإلكترونية المبدّفة pdf

يمكنك تنزيل الكتب المبدّفة بالمجان أو بسعر زهيد من شبكة الإنترنت وذلك سيسهل عليك إنهاء كتب أكثر. وبما أننا صرنا نحمل الهواتف والأجهزة الإلكترونية لكل مكان، فوجود كتب في الجهاز يساعدك على استغلال وقت .

٨ -استغلال الأوقات الذهبية

قد تحصل على بعض الأوقات الذهبية عند أوقات الانتظار في المستشفي أو انتظار شخص ما، أو أوقات الراحة، أو في الموصلات العامة

٩-  احمل كتابا دائما

ليكن معك دائما كتاب في حقيبتك أو في هاتفك، المهم أن تجع الكتاب رفيقك عند الوحدة. كن قارئا شغوفا بالكتب، وعليك بصدق النية ووضوح الهدف من القراءة، فالقراءة بلا هدف ستكون بلا جدوى. وانتهز الفرص والفراغات في حياتك لتنمية شخصيتك علميا، وعليك باختيار الكتاب المناسب الذي ينفعك ويمتعك .

جميل أن تقوم بتلخيص الكتاب والأجمل أن تبادر بالعمل بعد القراءة؛ فهذه هي ثمرة القراءة الأساسية . اقرأ.. فالقراءة تنمي ثروة التفكير لديك. وتقدم لك أفكارا جديدة. وتعمق لديك الوعي تجاه نفسك والحياة من حولك. اقرأ.. فالقراءة تبحر بك لتطّلع على تجارب الآخرين إزاء ما يواجهونه من فرص وتحديات فتكسب المزيد وتسمو بنفسك وقدراتك.

اقرأ.. فبالقراءة  تتفتح لديك آفاق جديدة تجاه ما تعايشة في واقعك، وبالتالي تستطيع تكوين حصيلة قوية من المعارف التي ترقى بك فكرا وسلوكا، ويكون كل ذلك ذخيرة تساعدك على عيش حياة أفضل.