خمسة أمور مستخرجة من كتاب “لماذا نحن هنا؟”
هي إجابة لأسئلة تدور في ذهنك إذا كنت قد وقعت في شك مستمر ومستقر لم تستطع التخلص منه أو تعرضت لأفكار إلحادية غيرتك عن الفطرة
add تابِعني remove_red_eye 103,069
التشكيك في دينك وفي عقيدتك أمر موجود، ومنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بل هنالك حسابات متخصصة تعمل من أجل ذلك … يحاول إسماعيل عرفة أن يجيب على هذه التساؤلات من خلال كتابه “لماذا نحن هنا؟” خاصةَ وأنه كما ذكر الأوضاع في العالم الإسلامي بما فيها من ظلم واستبداد سياسي تستدعي أسئلة وجودية مثل: لماذا تستباح الدماء …؟
وغياب العالم وطلبة العلم الذين يواجهون هذه القضايا من إلحاد وغيره بحيث يستفيد الشباب ويجد الرد على هذه التساؤلات، كذلك هنالك المسلمون بالوراثة المشغولون عن دراسة العقيدة ومعرفة الله بالشكل الصحيح، والذين لو تعرضوا لمواجهة شبهة حول الإسلام أصبحوا في تخبط، وهذا ما يحدث غالبًا مع من يدرس في دول غير إسلامية فيواجه أسئلة لا تنبع من ذاته ولكن من زميل في الصف الدراسي أو من مُعلمه فتصبح هذه الأسئلة بمثابة منبه توقظه للبحث والمعرفة.
هذه خمسة أمور مستخرجة من الكتاب وهي التالي:
الأمر الأول: المُسلمات
وهي الأرضية المشتركة التي يبدأ بها الأسئلة والأجوبة:
الأولى
هي عبارة عن الحقائق التي لا تُنكر، وهي من البديهيات وتكون أما فطرية أو مكتسبة مثل: الواحد نصف الاثنين. والعقل الإنساني مؤسس على قانون السببية والبديهيات وفي حال إنكار ذلك لا يمكن بناء معرفة إنسانية
الثانية
أنت موجود كذات واعية في هذا العالم وقادر على التعقل، وبذلك يمكنك تحصيل المعرفة بالحس أو العقل وغيرها من مصادر المعرفة المختلفة. وبالنسبة للمسائل الوجودية التي لا يمكن إدراكك لها بالحس لا يعني عدم وجودها.. فيمكنك ذلك من خلال الخبر اليقيني أو الاستدلال العقلي وغيره.
الثالثة
الإنسان المخلوق الوحيد الذي يهتم بالتساؤل فطرح الأسئلة وعدم الرضى بسطح الأشياء، والتدبر والبحث هي من سماته، فهو يبحث عن سبب وجوده في الكون.
الأمر الثاني: العلم والإيمان
يذكر المؤلف بأن العلم لا بد أن يخضع للرصد والتجريب حتى يمكن إثباته وكل افتراض لا يمكن إخضاعه للتجريب فهو افتراض لا يمتلك أي قيمة علمية “وما يستحيل تجربته أو قياسه يعتبر إيمان يتطلب التسليم وليس علم يتطلب الدليل”. فالعقل له حد يقف عنده، وليس هنالك مجال للعقل مع الغيبيات وعليك بالتسليم لما جاء به الوحي. “الضبط الدقيق للكون يعتبر برهان قاطع لوجود الله، وهنالك دلائل كثيرة …”
الأمر الثالث: السبب الحقيقي لوجودك
أصل وجودك هو والداك ثم أجدادك إلى أول البشر –آدم عليه السلام–. وأرسل الله –عز وجل– الرسل والأنبياء حتى تدرك غاية وجودك في هذه الدنيا، وكذلك ليدلوك على الطريق إلى معرفة الله وعبادته وإلى إقامة شرعه. وتذكير للميثاق في قوله تعالى: (وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) بالإضافة إلى أن الله قد فطرك على التوحيد.
الأمر الرابع: عن الشر
يذكر المؤلف بأن الله خلق إمكانية وجود الشر لا الشر ذاته، وبأن الشر نوعان: شر طبيعي مثل: الزلازل وغيرها مما يخرج عن إمكانيات الإنسان، والشر الثاني هو الناتج عن فعل الإنسان مثل: الحروب. وبالنسبة للشر الإنساني لو انتهى واختفى بهذا لن يكون هنالك حرية الاختيار للإنسان والإرادة، وبهذا لن يكون عليه اختبار، وسيصبح الكون جنة ولكن الله جعل للإنسان القدرة على فعل الخير أو الشر وهو يختار ما يريد ويقرر ذلك. “لو علمنا الحكمة من ورا ء كل شر طبيعي أو إنساني فأين يكون الاختبار … والتسليم لله، والإيمان بالقضاء والقدر؟”
الأمر الخامس: تقديس العقل
القرآن الكريم كلام الله المُنزل على رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم– وليس هنالك أي تدخل من الإنسان فيه، وأما تقديس العقل ورفعه فوق منزلة الوحي هو من آثار الفلسفة اليونانية التي ترجمت في عهد المأمون العباسي ويشير المؤلف إلى أن دار الحكمة التي كانت تعمل على ترجمة الكتب أغلب العاملين فيها من أهل الكتاب الحاقدين على المسلمين الذين استولوا على بلدانهم.
وذكر هذا الأمر في العصر الحالي لكونه يتكرر بصيغة جديدة علموية ويقصد بها “حصر مصادر المعرفة على المشاهدة والملاحظة والإدراك الحسي والتجربة” فقط وبه يتعالى حتى على ما جاء به الوحي. والأصل هو التسليم للنص الشرعي “الايمان بالوحي”. علمًا بأنه يمكنك عن طريق العقل فقط أن تصل إلى الإيمان بوجود إله واحد وصدق النبي محمد –صلى الله عليه وسلم– ولكن بعد ذلك يتولى الوحي قيادة العقل. “يكفيك من العقل أن يعرفك صدق الرسول ومعاني كلامه ثم يخلي بينك وبينه”.
وأخيرًا … الكتاب أطروحة فكرية حول الوجود والشر والعلم والتطور كتبها بطريقة سؤال وجواب وهو لمن تساوره الشكوك والتساؤلات التي انتقلت من مستوى الوسوسة “خواطر غير مستقرة” إلى مستوى الشك “خواطر مستقرة” فيحتاج أن يتخلص من هذا الشك بالاستدلال وإبطاله أما غير ذلك فلا ينصح المؤلف بقراءة الكتاب حتى لا تفتح له أبواب للشيطان هو في غنى عنها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 103,069
قراءة في كتاب "لماذا نحن هنا؟"
link https://ziid.net/?p=92794