الكتابة الإبداعية في الأفلام: أن تكتب بخفة وذكاء!
فعل الكتابة الإبداعية، فعل شاق ومرهق ذهنيًّا ولكن السينما تحوله بطريقتها المعتادة إلى عالم من اللطف والخفة.
add تابِعني remove_red_eye 11,914
الكتابة مهارة غير متوفرة في يد الكثيرين ولكن عندما تتوفر تخلق عوالم بديعة من الجمال وأخرى سوداوية. تستعرض الحياة الواقعية بروتينها الملل. فإذا كنت كاتبًا ماهرًا وذكيًّا يمكنك أن تخلق شخصيات جذابة، بل أن تحقق أحلامك فيهم، ترسم عوالمهم وخطوط يومهم ومشاعرهم، حتى أفكارك المتضاربة والتي تتقاتل بضراوة في عقلك يمكنك أن تجسدها في شخصياتهم، أما عن استنتاجاتك الحياتية ورؤيتك الفلسفية يمكنها أن تكون متبناة من قِبل بعض الشخصيات، وستجد مكانًا لكل الأشخاص المسيئين والأغبياء الذين تكرههم، في روايتك يمكنك أن تخلق مئات العوالم ومئات الأحاديث والأحداث وتغيرها دون أي سلطة فوقك.
وهذا جمال الكتابة الإبداعية التي مثلته تلك الأفلام.
ترشيحات سينمائية عن الكتابة الإبداعية
Stranger than Fiction 2006
هل يمكنك أن تتخيل نفسك بطل أحد الروايات؟ على وجه الخصوص رواية سوداوية تودي بحياتك في نهايتها، ناهيك عن أنك تلعب دور الرجل الأعزب الذي يفرك أسنانه عددًا محددًا من المرات ويلتزم بروتين صارم في وظيفة مملة، كما أن هذا ليس باختيارك الحر، فأنت لا تتحكم بحياتك بل هناك شخص آخر يتحكم بها، إذا كان لا يمكنك هارولد كريك أمكنه. الفيلم يدور حول هارلد بطل رواية إحدى الكاتبات الماهرات صاحبات الأعمال الأدبية الأخاذة، والتي تعاني من قفلة كتابة، ولكنها تستمر في مشروعها الروائي رغم الصعوبات الإبداعية التي تواجهها وكأن هارولد هو مجرد شخص خيالي، حتى يتضح أنه لا، بل إن مصيره وخطوط شخصيته مرتبطة بشدة بكلماتها وتفاصيل روايتها.
فبعد كثير من الاضطرابات التي يمر بيها هارولد يدري أنه مجرد شخصية في رواية وأنه يحتاج للمساعدة للخروج عن النص وعيش حياته كما يريد. الفيلم ذكي وظريف ممتع إلى أبعد، تقييمه على imdb 7.5/ 10
Ruby Sparks 2012
أيمكنك أن تصنع فتاة أحلامك من كلمات؟ حسنا، “كليفن” فعل، “كليفن” كاتب شاب مبدع يفضل العزلة على الاختلاط ويذهب لطبيب نفسي بانتظام، ليساعده على فهم نفسه والحياة من حوله، وبما أن “كيلفن” سيئ في العلاقات العاطفية، قام بكتابة فتاة أحلامه، بكل الصفات السحرية التي يتمناها، شكل ضحكتها، ولون شعرها، ولطفها وحتى قوامها.
بدا الأمر كتمرين كلّفه به طبيبه النفسي، حتى انقلب الأمر حقيقة، روبي الفتاة المتخيلة موجودة، حقيقة كما يقول النص، ولا تفعل أي شي للخروج عنه، فهي أشبه بجَرْوه الذي يمكنه إجباره على فعل أي شيء ويفعله بلا تفكير أو مراجعة، فإذا رأيت بعض الشروخ في علاقتكما تقتل مثاليتها كل ما عليك أن تكتب بضع كلمات لتصحيح المسار. ولكن هل هذا ما نرغب؟ إن يكن لدينا حبيب مصنوع خصيصًا لأهوائنا!
يمكننا تغير أكثر صفاته بشاعة بأكثرها لطف بسهولة تامة دون صراعات أو عراك مليء بالصراخ، فقط أن نسطر بضع كلمات حتى تتغير تلك الصفة في حبيبك إلى الأبد، يمكنك أيضا أن تجعله خارقًا، تستطيع أن تصوره على أي شكل طالما تمتلك الموهبة والقدرة الكتابية السحرية على التغير، الأمر أشبه بأنك تصنع الحب على حسب تصورك وليس كما يهديه إليك القدر، فهل هذا حقًّا سيسعدنا؟ يمكنك أن تكتشف ذلك في باقي أحداث الفيلم، وأنت متحفز لمشاهدة المزيد. تقييم الفيلم 7.2/10
Midnight in Paris 2012
يغلب على معظم أفلام “وددي ألن” جوّ من الخفة والنوستالجيا الدافئة، برغم رؤيته السوداوية وفلسفته العدمية التي تغلب على أفكار معظم شخصيته، ناهيك عن لعنة الانفصال والفارق المستمر بين أبطال شخصياته، الذين يعانون من الوحدة والاغتراب وشيء من الحنين إلى شيء لا يعرفونه ولكنهم توّاقون له.
يدور الفيلم في إطار من الدراما والكوميديا الخفيفة الساخرة، جيل الكاتب الهوليودي المتميز والذي يعاني من صعوبة في كتابة روايته، يذهب مع زوجته المستقبلية إلى باريس منارة الجمال والفن في عشريناتها الذهبية من القرن المنصرم، ثم يفاجأ ببوابة زمانية تأخذه إلى العشرينات التي طالما تمنى العيش فيها، حيث عباقرة الفن والأدب أمثال بيكاسو وهيمنجواي ودالي وغيرهم، يأخذ جيل الرحلة أثناء تمشية الليلة، ليتعرف أكثر على نفسه واختياراته ويصل إلى رؤية حياتية محددة،
برغم أنى لا أحب تمثيل owen wilson فإنه أتقن الدور بخفة لذيذة أشعرتني بالتواؤم الفوري معه. الفيلم جميل للغاية وأجواؤه ناعمة ودافئة، تقييمه 7.7 / 10.
عالم الكتابة لا ينتهي، في كل مرة نكتشف عالمًا جديدًا مليئًا بالجمال والإحباط والألم، ونجد السينما تنتظر لتبتدع تلك العوالم وتضفي عليها سحرًا ينافي ملل الواقع الذي أحبّ أن نذهب في عالم الكتب والسينما لنرى السحر.. يحوطنا ويدهشنا .
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 11,914
ترشيحات حول الكتابة الإبداعية وأهم الأفلام التي تناولتها
link https://ziid.net/?p=79341