هل يمكن تحريك الأشياء عن بعد؟ “قصة من عالم التحريك العقلي”
تحريك الأشياء عن بُعْد أو بقوة العقل دون أن يكون بين الشخص وهذا الشيء أي اتصال مادي، أمر خارق ولكن له تفسير في علم ما وراء النفس
add تابِعني remove_red_eye 1,882
سنة (1960م) بثّت إحدى القنوات التلفزيونية فيلم مصور يظهر امرأة روسية تقوم بتحريك أدوات المائدة عبر النظر إليها، كما أن تلك المرأة استطاعت أن تكسر بيضة وتفصل الصفار عن البياض دون أن تمسك بها، وهو الأمر الذي نسميه بالتحريك العقلي، وهو القدرة على التأثير على العالم المادي وتحريك الأشياء عن بُعْد أو باستخدام قوة العقل دون أن يكون بين الشخص وهذا الشيء أي اتصال مادي، والذي يدخل ضمن دراسة ما وراء علم النفس (الباراسيكولوجي) وهو الدراسة العلمية لظواهر معينة مزعومة، لا تخضع للافتراضات العلمية المعروفة.
حسناً.. هل يمكن لأي أحد تعلم تحريك الأشياء عن بُعد؟ أم أن هذه الظاهرة خاصة بهذه المرأة الروسية فقط؟ هذا ما سوف نحاول أن نعرفه اليوم.
القصة الكلمة لـ (نينا كولاجينا)
كانت تلك المرأة الروسية هي “نينا كولاجينا” وهي من أشهر الأشخاص الذين اعتبروا أنهم يملكون قدرة على تحريك الأشياء عن ُبعد.
كانت “نينا كولاجينا” طفلة في الرابعة عشر، عندما اجتاحت ألمانيا -بقيادة الزعيم النازي هتلر- روسيا، فالتحقت كولاجينا مع باقي أسرتها بالجيش الأحمر الذي يُقاتل الألمان، وبالطبع لم تكن تمتلك كولاجينا، ولا حتى عائلتها، رفاهية اتخاذ القرار، بل كانوا مجبرين جميعًا مثل باقي الشعب الروسي، فإما الانضمام إلى الجيش الأحمر أو الموت برصاص “فيرماخت” (القوات المسلحة الموحدة لألمانيا) أو التمرّد والموت برصاص الروس، كان الأمر أشبه باختيار الميتة التي تناسبهم.
خرجت “نينا كولاجينا” من الجيش، بسبب إصابة تلقتها في أحد المعارك، ولكن الإصابة لم تكن خطيرة إلى حد الإعاقة أو التسبب في حدوث عاهة، وذلك بدليل أن “كولاجينا” قد تزوجت وأنجبت وكونت أسرة سعيدة إلى حدٍ كبير.
وفي أحد الأيام فقدت “كولاجينا” وعيها فنقلت إلى المستشفى، وهنا بداية الأمور الخارقة، كانت كولاجينا تتمكن من معرفة الأشياء الموجودة داخل جيوب الممرضات دون أن يخبرها أحد، وكذلك كانت قادرة على تمييز لون الخيط دون أن تراه، وإنما فقط بمجرد اللمس، وهنا بدأ سؤال واحد يتردد: كيف استطاعت كولاجينا فعل هذا؟ ومنذ متى؟
[بين ثنايا كتاب علم النفس بين الشخصية والفكر]
زعمت كولاجينا أنها اكتشفت بالصدفة قدرتها على تجربة تلك الظاهرة التي اعتقدت أنها ورثتها عن والدتها، عندما أدركت أن الأشياء تتحرك تلقائيًا حولها عندما كانت غاضبة، الأمر الذي خلق ضجة كبيرة بين العلماء والباحثين النفسيين الذين بدؤوا البحث عن تفسيرات لتلك الظاهرة.
وفي (10) مارس (1970م) جرت إحدى أكثر تجارب “كولاجينا” شهرة في مختبر لينينغراد، حيث كان العلماء فضوليين لمعرفة ما إذا كانت قدرات “كولاجينا” تمتد إلى الخلايا والأنسجة والأعضاء أم لا، لذا جعلوا “كولاجينا” تقوم باستخدام طاقتها لوقف ضربات قلب الضفدع العائم في المحلول، هكذا ركزت “كولاجينا” باهتمام على قلب الضفدع وجعلته ينبض بشكل أسرع، ثم أبطأ، ثم توقف قلب الضفدع نهائيًا.
وفي اليوم التالي جعلها العلماء تجلس على إحدى أطراف طاولة صغيرة، وفي الطرف الآخر جلس أحد العلماء أمامها، وقد تم توصيل عدة أقطاب بجسده لمعرفة أي تأثيرات قد تحدث على أعضاء جسده المختلفة، فقامت “كولاجينا” بالتحديق في منطقة صدر العالِم الجالس أمامها، ثم بدأت تحرك يديها أمامه من بعيد وبدا على وجهها الألم والتركيز الشديد وبدأت عضلاتها بالانقباض، وفجأة قام أحد العلماء القائمين على مراقبة الأجهزة الطبية المتصلة بجسد العالم الجالس أمام “كولاجينا” بالإشارة إليها بالتوقف فورًا، لأن الأجهزة الطبية سجلت نشاطًا كبيرًا في تحرك عضلات القلب الخاصة بالعالِم الذي يجلس أمامها، وقد بدا كأنه يعاني من أزمة قلبية، وما إن توقفت “كولاجينا” حتى سجلت الأجهزة الطبية استقرار عضلات قلب العالِم وعودتها إلى انقباضاتها الطبيعية.
هل ما فعلته “كولاجينا” يُعتبر علمًا زائفًا؟
عبّر العديد من الأفراد أن الموضوع -بشكل عام- علم زائف، وعبّرت المنظمات عن شكوكهم فيما يتعلق بالتحريك العقلي، مثل مؤسسة جيمس راندي التعليمية، وهي المنظمة التي أدارت تحدي المليون دولار للخوارق، والتي قررت مَنح تلك الجائزة لأي شخص يمكن أن يظهر قدرة خارقة للطبيعة وفقا لمعايير الاختبار العلمي المتفق عليها.
كتب “ماسيمو بوليدورو” أن أوقات التحضير الطويلة والبيئات غير المنضبطة (مثل غرف الفنادق) التي جرت فيها التجارب مع كولاجينا تركت الكثير من الاحتمالات للخداع، وقال بعض المشككين: إن كل ما قامت به “كولاجينا” يمكن بسهولة أن يقوم بها شخص من ذوي الخبرة في خفة اليد، ومن خلال وسائل مثل الخيوط المخفية، أو قطع صغيرة من المعدن المغناطيسي، أو المرايا، ولكن كيف أوقفت قلب الضفدع؟! والعالِم الذي بدا كأنه يعاني من أزمة قلبية، وما إن توقفت “كولاجينا” حتى سجلت الأجهزة الطبية استقرار عضلات قلبه!
إن الأمر معقد حقًّا، وما زاده تعقيدًا هو ظهور أكثر من حالة بعد ذلك لتحريك الأشياء عن بُعد، فالحالة التالية لشاب في مقتبل العمر اسمه “خوان” وهو شاب من أصل كوبي يعيش في ولاية ميامي، ويعمل كاتبًا في أحد مستودعات الهدايا، صرح “خوان” أنه اكتشف صدفة أنه يملك قدرة خارقة تمكنه من تحريك الأكواب الموجودة فوق رفوف المكتبة و جعلها تطير داخل المستودع ثم تقع على الأرض وتتحطم، وكان يقوم بذلك وهو جالس وراء مكتبه، هذا الأمر أثار اهتمام وليام رول مدير مؤسسة البحوث الفيزيائية في ولاية كارولاينا الشمالية، والذي صرح بأن تلك القدرات هي عبارة عن روح شريرة غير مرئية تسكن الشخص وتجعله قادرًا على تحريك الأشياء بالنظر إليها عن بُعْد.
لكن المثير في الأمر أن علماء علم النفس أشاروا أنه يمكن لأي شخص طبيعي أن يقوم عن طريق أداء بعض التمرينات بالتدريب على تحريك الأشياء عن بُعْد، وقد زعم بعض الأشخاص أن الأمر نجح فعلًا، لكن يبقى هناك شيء من الغموض عن هذه الطاقة الخفية التي تسير عبر ذرات الهواء ويمكنها التأثير في الأشياء المادية دون أي تواصل مادي بينها.
الخلاصة
قد لا تقتنع بعلم ما وراء النفس، ولكن لا تنكر أنك تتمنى أن تكون لك القدرة على التحريك العقلي، إن علم ما وراء النفس هو ظاهرة غير قابلة للتفسير، ولكن هل يمكن تفسير كل الأحداث في الكون؟ بالطبع لا، هل في المستقبل سوف يستطيع جميع البشر تحريك الأشياء عن بُعد؟ لا أعرف، ولكني أتمنى أن أكون هنا لكي أعرف.
add تابِعني remove_red_eye 1,882
مقال مثير حول تحريك الأشياء عن بُعْد وتفسير ذلك في علم ما وراء النفس
link https://ziid.net/?p=52237