شخصية أدبية وأخرى فنية .. من رحم المعاناة وُلدوا وإلى العالمية وصلوا
لا تجعل لليأس طريقا إلى قلبك مهما كان ماضيك أو حاضرك فالكثير ينتظرك في المستقبل إن أنت أحسنت التصرف..تعلم من تشارلز ديكنز
add تابِعني remove_red_eye 35,716
لا تجعل لليأس طريقًا إلى قلبك -مهما كان ماضيك أو حاضرك- فالكثير ينتظرك في المستقبل إن أنت أحسنت التصرف واستخدمت ما أودع الله فيك من مواهب وقدرات كامنة، فهناك الكثير من النماذج التي وُلِدَت من رَحِم المعاناة لكنها استطاعت أن تصل إلى تحقيق مبتغاها، بل هناك من فاق حَدّ الخيال فوصل إلى العالمية وذاع صيته وانتشر، حتى من تُوفِّيَ منهم فكتب التاريخ ما زالت تروي قصصهم سواء كانوا أدباء أو رسامين أو قياديين، ومنهم من عاصرناه في زمننا هذا ورأينا جمال ما أبدعت يداه أو ما خط قلمه وفي هذا المقال نستعرض لكم نموذجين: الأول: شخصية أدبية من القرون الماضية، والنموذج الثاني: رسام تركي معاصر.
الشخصية الأدبية: تشارلز ديكنز
هو أديب وروائي انجليزي عانى الكثير في طفولته فقد كان فردًا من أسرة كبيرة وكان والده يكافح من أجل لقمة العيش، حتى أن أباه اضطر للدَّيْن أكثر من مرة ولم يَقْوَ على السداد فأودع السجن، مما أدى بتشارلز لترك المدرسة والعمل في سِنّ مبكرة حتى يتحمل نفقات الحياة ويساعد أسرته.
لكنه كان ينكبّ على القراءة والكتابة في فترات الاستراحة واستطاع أن يجسد تفاصيل حياة الفقراء والمعاناة التي يتكبدونها في حياتهم في معظم رواياته وقصصه -التي كان يكتبها- مستغلًا ظروفه الاجتماعية الصعبة التي شهدها في صغره وما كان يشاهده عند تجوله في الأحياء الفقيرة من بُؤس وعَوَزٍ.
وقد اشتهرت رواياته كثيرًا وتُرْجِمت إلى عدّة لغات وعلى رأسها رواية “أوليفر تويست” التي تُظهِر تفاصيل البؤس والمعاناة والتشريد لطفل يتيم ألجأته الظروف لأن يكون تحت رحمة الأيادي القاسية في تلك الحقبة. أما روايته الأخرى التي نالت شهرة واسعة أيضا فهي “الآمال العظيمة” والتي أُنْتِجَ منها أكثر من عمل فني فأصبحت فيلمًا ومسرحية إضافة إلى كونها رواية ومترجمة إلى لغات كثيرة، وهذا جزء مما حفلت به أعمال تشارلز الأدبية وما لاقت من رَواج في الأوساط العالمية وما أعيد إنتاجه في زمننا هذا وما درس في المدارس والجامعات وما نال من أوسمة وجوائز.
- نبذة عن مستر قَمَرٌ.. مصطفى عاطف خليل محسن
- مقتطفات من كتاب (الأيام) لـعميد الأدب العربي طه حسين
- الطريق إلى الحرية: مراجعة رواية (الباب المفتوح) للكاتبة لطيفة الزيات
الشخصية الفنية: الرسام أشرف أرمغان
هو رسام ضرير تركي وُلِدَ في ظِلّ هذا الظرف الصعب، ورغم ارتباط عقول الكثيرين منا بأن الرَّسم موهبة يتميز بها المبصرون إلا أنه حاول أن يرسم وأبدع في ذلك، فبدأ مع والده منذ الطفولة وكان يتحسس الأشياء بأصابعه ويدركها بعقله، بدأت موهبته تتطور حتى إذا ما خطى الخطوة الأولى في الرسم بدأ باختيار الألوان للوحاته، والغريب أن معظم لوحاته لا يمكنك ان تصدق أنها رسمت بواسطة شخص كفيف فهي ترسم العناصر والمنظور بشكل دقيق، كما أنه يقول إنه لم يشأ التوجه نحو الفن التجريدي فيظن الناس أن ذلك ممكنًا ما دام كفيفا لكنه آثر رسم الواقع كما لو أنه مبصرٌ فرسم الحيوان والشجر وحوض الأسماك والفواكه بألوانها الحقيقية وغير ذلك، ومن أراد رؤية ما أبدعته يداه فليكتب على جوجل رسمات أشرف أرمغان فيظهر له.
لكن بعد مرور سنين أصيب والده بالسرطان ومات من كان مصدر إلهامه وعونه في التغلب على إعاقته بعد فضل الله، لكن شاءت أقدار الله أن يهيأ له امرأة من التشيك تتقن اللغة التركية ومهتمة بتطوير مهارات المكفوفين فتعاقدت معه وبدأت رحلة الإنجاز تظهر للعالم فأقام معارض للوحاته في مختلف مدن العالم وأصبح مصدر إلهام للعديد ممن فقدوا حاسة البصر بل حتى للمبصرين المحبطين، كما وجهت جامعة هارفرد دعوة له لتقوم بعمل دراسة لفحص أجزاء مخه وعينيه مما زاد شهرته، ثم أقام عدَّة ورش تدريبية وندوات وها هي لوحاته تجوب العالم، وبإمكانكم معرفة الكثير عن قصة هذا الفنان من البرنامج الوثائقي الذي عرض على الجزيرة واسمه الرسم في الظلام.
وكل هذا نتيجة ما فهمه هؤلاء الاشخاص من إمكانية تحويل الألم إلى أمل والفقر إلى غنى والإعاقة إلى موهبة والمحدودية إلى العالمية؛ لذا فالموضوع لا يقتصر عليهم فقط ولكن على كل شخص استطاع ان يتحرر من قيود الظروف والبطالة واليتم والبؤس والمعاناة بل يعطي أملا للأشخاص الذين يمتلكون ما فقده غيرهم فيحققون أكثر مما حقَّقوا إن استغلوا كل إمكانياتهم ووجهوها لما ينفعهم، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
add تابِعني remove_red_eye 35,716
مقال مثير وعاطفي إلى حدًا كبير حول معاناة تشارلز ديكنز والتي حولها إلى نجاح عالمي لا ينسى
link https://ziid.net/?p=57563