حياةٌ مع الكتبِ: أفلام سينمائية كانت الكتب بطلًا فيها
تغوص الأفلام التي جاءت بالكتب والقراءة كفكرةٍ أساسية، في حالة ونفسية الفرد الذي يعيش معها، كيف تؤثر أفكار الكتب على أفكارهِ
تغوص الأفلام التي جاءت بالكتب والقراءة كفكرةٍ أساسية، في حالة ونفسية الفرد الذي يعيش معها، كيف تؤثر أفكار الكتب على أفكارهِ
add تابِعني remove_red_eye 23,739
تُعد الكتب والقراءة حاجةً ملحة في حياةِ كل إنسانٍ متعلم، لذا فإن التحصل على الكتب والاحتفاظ بها، أمام الكوارث الطبيعية والحروب تعدُ حكاياتٍ ممتعة مهما بلغت من ألمٍ. كيفَ يبني الإنسان كتبهُ ومكتبته، وكيف يحميها في الحروب، ماذا لو تركها وتعرضت للحرق أو التشويه، وماذا لو أخذها ولم يستطع المحافظة عليها مع تكبدِ عناء السفر. كيف أثرت الكتب على قرائها، ما الذكرياتُ التي يحملها أثناء ذلك.
في هذا المقال سنعرضُ عليك خمسةَ أفلام سينمائية تناولت الكتب والقراءة والكلمات كموضوع أساسي
في عامِ 2013 تم إنتاج فيلم سارقة الكتب من إخراج براين بيرسيفل، المقتبس عن روايةٍ بنفسِ العنوان لرماركوس زوسك. تعود أحداث الفيلم إلى الحرب العالمية الثانية بألمانيا، حيث تقوم عائلة روزا وهانز بتبني الطفلة ليسل، لتعيش معهما وتساعدهما في أعمال المنزل، ليسل التي تفقد شقيقها وتعيش على مشاعر من الحزن لفقده. رغم عدم تعلمِ ليسل للقراءة والكتابةِ إلا أنها بطريقةِ غريبة بعد أن كانت تسرق الكتب من المكتبات وتبيعها، تتعلق بالكتب وتحاول تعلم القراءة لتتمكن من معرفةِ محتواها، وهكذا تتحول من سارقة الكتب إلى مولعة بالكتب وتقرأ للأصدقاء والجيران، كما تقوم بمغامراتٍ مع صديقها المقرب لدخولِ مكتبة فيلا والاستيلاء على كتبٍ منها.
من المشاهد المؤثرة جدًّا في الفيلم بعد مرورِ الجيش النازي وإلقاء خطبتهِ، ثم تكويم الكتب وحرقها، المشهد الذي تألمت ليسل كثيرًا فيه ثم تقوم محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. لقد نال الفيلم شهرةً واسعة بين عشاق الكتب والسينما، كما نال العديد من الجوائز من هوليوود وجهاتٍ أخرى.
رغم المعيقات الإنتاجية التي عاناها الفيلم، كذلك رأي بعض النقاد إلا أن الفيلم كان علامةً بارزة في خانة الأفلام التي تناولت الكتب. أخرج الفيلم من طرفِ الإيراني فرهد صافينيا (P.B. sherman)، من تأليف وسيناريو صافينيا وتود كومارنيسكي. إذ يتناول قصةَ البطل السير جيمس موراي وصناعته لقاموس أوكسوفرد بعد قبولِ طلبه من طرفِ إدارة الجامعة، ومنحهِ مدة سبعِ سنواتٍ للقيام بذلك. يستقبل السير رسائل من أهالي المدينة لتوثيق الكلمات ومعانيها، إذ تصله حوالي 14 ألف كلمة وجذورها من ماينور، هذا الطبيب العسكري الذي يقضي عقوبته عن القتل في مستشفى أمراضٍ عقلية.
تتطور أحداث الفيلم، وتنفك خيوط المبهم والمختفي ليتعرف المشاهد وكذلك السير على حقيقة شخصية ماينور الذي يصبح بطريقةٍ ما صديقًا للسير، وتجمع بينهما رابطة إنسانية قوية، في سلسلة ملحمية من الأحداث تجمع بينهما وبين مواصلة موراي لصناعة قاموسه الذي ينتهي باثني عشر مجلدًا. لا يتوقف الفيلم فقط عند الكلمات، ورحلة البحث والتدقيق الشاقة من طرف السير ولكن عن رحلةً إنسانية شائكة ومعقدة للطبيب –المجنون- كما تم تقديمه أولَ مرة، وكيف للكلمات أن تصنع روابط إنسانية قوية.
لم تواصل مدرسة “ويلتون” الصارمة في تعاملها، المعروفة بتميز أبنائها، هذا الخط الرتيب بعد قدوم الأستاذ جون كيتينج. ومحاولاته الدائمة في كسر كل ما هو رتيب وسطحي، وكل ما يلقن بطريقة لا ترقى لتقديمها لإنسان من مشاعر وعواطف بالدرجة الأولى، يأخذ جون أبناء المدرسة في رحلة إلى دواخلهم، لتمتزج الكلمات والشعر بأرواحهم، وليبحثوا عن كل الأصواتِ القابعة فيهم، بينما يقرأون الشعر ويحللونه، ويحاولون كتابته أيضًا. إذ يقول لهم (لا نقرأ ولا نكتبُ الشعر لأنه ظريف، نقرأ ونكتب الشعر لأننا أفراد من الجنس البشري، والجنس البشري ممتلئ بالعاطفة.
الطب، المحاماة، إدارة الأعمال، الهندسة، هي حرفٌ نبيلة ومهمة لكي نحافظ على الحياة، ولكن الشعر، الجمال، الرومانسية، الحب، هذه الأشياء التي نعيش من أجلها). الفيلم من إخراج بيتروير، ومن بطولة روبرت ويليامز، وربرت شون لينارد، ولكاتبه توم شلمان. ورشحَ للأوسكار عام 1989.
بفكرةٍ مميزة يأتي فيلم كلمات وصور، ليوضحَ صراعًا بين قوةِ الفنَّيْن، فنّ الكتابة والرسم. إذ يدخل الصراع حيزه الضيق بين مدرس اللغة الإنجليزية جون ماكس والرسامة دنيا ديل ساتنو الجديدة في المدرسة والتي منعها مرضها من مواصلة لوحاتها. من خلالِ الفيلم يدخل الطلاب في هذا الصراع حيث يرسمون على وقعِ الكلمات ويكتبون على وقعِ الصورة، في سلسلة من الأحداث يحاول كل من المدرس والشاعر جون والرسامة دنيا أن يجعلا كل فنٍّ الأجدر، ليكتشفا أنهما مكملان وأن أيّ طريقة هي صحيحة لتنقذ الإنسان وتسمح له بوصفِ مشاعره.
العمل أنتج في 2014 من إخراج فريد سشبيسي وبطولة جولييت بينوش، فاليري تيان، إيمي برينمان.
رغم الحكاية المعقدة والمحزنة للفيلم، إلا أن أهم أحداثه التي جمعت بين هنّا شميتز (36 عاما) ومايكل (15 عاما) كانت الكتب والقراءة حاضرةً فيها بقوة، بدايةً من المشاهد التي جمعت بينهما في بيت هنّا وهو يعود من الثانوية وتطلب منه القراءة لها، من كتبٍ في الآداب العالمية كالأوديسة إلى غايةِ وجودها في السجن بعدَ الحادثة التي كانت متهمة فيها، في الهولوكست.
أين تعلمت القراءة والكتابة لوحدها عن طريقِ التسجيلات التي كانت تصلها ومقارنتها بالكتابةِ على الطبعةِ المنسوخة. يمكن اعتبار العمل المنتج عام 2008 من طرفِ ستيفن دالدري، مقتبس عن رواية بنفس العنوان لبرنارد شلينك. من أهمِ الأعمال السينمائية التي تناولت القراءة والكتب، موضحةً تأثير وجودها وغيابها في حياةِ الفرد، وكيف لها أن تكون منقذًا لحياته أو سببًا في موته.
تغوص الأفلام التي جاءت بالكتب والقراءة كفكرةٍ أساسية، في حالة ونفسية الفرد الذي يعيش معها، كيف تؤثر أفكار الكتب على أفكارهِ، كيف يتحول مع الوقتِ إلى كائن تصنعه الأفكار والكلمات، وكيف يخلق هو الآخر مسيرةً حافلة بها.
add تابِعني remove_red_eye 23,739
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
أفلام سينمائية تعنى بالكتبِ، وتأثيرها على حياة الأفرادِ.
link https://ziid.net/?p=86091