٦ صفات يتميز بها الأبطال المنهزمون في القصة
القصص من أهم التقنيات التي تساعد في تربية الأطفال وتنمية شخصياتهم ، فشخصيات الأبطال في القصص تخلق لديهم وعيا ومنظورا مميزا للحياة
add تابِعني remove_red_eye 6,780
لا أزال أعتقد أن كلاً من القصة القصيرة والمقالة هما فن القرن القادم بلا منازع، وأنهما الأساس والمبدأ لكل الفنون الأخرى من النحت إلى السينما. كتابة القصة أو المقالة فن، وكل فن يحتاج إلى فنان للقيام به. والفنان يقوم بتصوير الواقع بصور مغايرة له! ليظهر بها عيوب المجتمع وأخطاءه، والفنان غواص يغوص فى أعماق المجتمع، ليبحث عن شخصيات تعيش داخل المجتمع ولا يعرفها أحد، ويقوم بعرض هذه الشخصيات بعد تشريحها ومعرفة مناطق القوة والضعف فيها وإظهارها للمجتمع.
والشخصية هو بطل القصة التى يقوم الكاتب بتأليفها، وكل شخصية مختلفه عن غيرها. والشخصيات أنواع لا حصر لها، كل شخصية تتميز بصفات خاصه بها تختلف عن كل شخصيات الجنس البشرى! وشخصيات القصص والمقالات أبطال على الورق؛ لكنهم من قلب الحياة!
هناك ٦ صفات تتميز بها شخصيات أبطال القصص والمقالات المنهزمين هي:
١- الشخصية النكوصية
هي شخصية البطل الذى يرجع إلى مستوى غير ناضج من السلوك والتوافق حين يتعرض لمشكلة أو موقف محبط. مثال ذلك بطل فى الخمسين من العمر يرجع إلى مرحله المراهقه حينما تعترضه مشكلة مع زميله له فى العمل. ويسمى هذا (بالنكوص). وغالبا ما تنتهي قصة هذا البطل بعقاب رادع لا ينساه أبدا وبالفشل فى تحقيق الهدف.
٢- الشخصية الإسقاطية
هي شخصية البطل الذى ينسب ما فى نفسه من عيوب وصفات غير مرغوبة إلى غيره من أبطال القصة، ويلصقها بهم وبصورة مكبرة! كشخصية البطل الذى يسرق خزينة مثلا ثم يتهم زميلا له أو جاره بهذه السرقة! ويلعن الحظ أو القدر الذى أوقعه فى يد الشرطة، ويسمى هذا (إسقاطا). وقد تنتهي قصة هذا البطل فى السجن خلف القضبان. ويصمم أنه بريء.
٣- الشخصية التبريرية
هي شخصية البطل الذى يفسر سلوكه الفاشل أو الخاطئ بأسباب مقبولة من وجهة نظره هو فقط، وغالبا ماتكون أسبابا واهيه وضعيفة، يعتذر عن الذنب بعذر أقبح من الذنب، وهذا البطل يكون متذبذبا فاشلا جاهلا كالذي يدخل بسيارته فى شجرة ضخمة لأن ناموسه لدغته فى يده! وهذا يسمى ( التبرير). وغالبا ما تنتهي قصة هذا البطل فى غرفه إنعاش إحدى المستشفيات، بعد علقة ساخنة من مجهول! أو يسقط على أم رأسه، بعد أن يتعرض للتزحلق بسبب قشرة موز ملقاة على الأرض عرضا!
٤- الشخصية الانسحابية
هي شخصية البطل السلبي غير المتعاون الجبان، شخصية مملة لا تقدم جديدا. شخصية (عيش جبان تموت مستور)! (وابعد عن الشر وغني له) و(أنا مالي خليني فى حالي). ينسحب بسرعة من أي مواجهة، يمشي جنب الحيط! وهذا يسمى (بالانسحاب).
٥- الشخصية المفككة
هي شخصية البطل المعزول عن العالم رغم وجوده مع الناس! شخصية تأتي ردود أفعالها ليست متوافقه مع أفعالها؛ سلوكها متناقض، وأفعالها مضحكة، شخصية تتكون من عده صفات غير مترابطة وغير متوافقة، كل منها فى واد بعيد عن الآخر. إذا جُرحت هذه الشخصية مثلا فأنها تضع على الجرح كيروسين! لأنها لم تجد الميكروكروم أو صبغة اليود مثلا. لا يجد الكاتب بُدا مع أبطال هذه الشخصية فيضعهم في مستشفى الأمراض العقلية، وتكون هذه النهاية سعيدة بالنسبة لهم !
٦- الشخصية المنكرة
هي شخصية البطل التي تنكر ما هو موجود لتتجنب واقعها المؤلم، أو الذى يسبب لها القلق، كالسيدة التى ترتدي فستانا أحمر في يوم وفاة أمها مثلا! وتنكر أمام الجميع أن لون الفستان ليس أحمر! أو التي ترتدى شعرا مستعارا وتقول أنه شعرها الحقيقي! ونهاية هذه الشخصية معروفة طبعا أن يضحك عليها كل أبطال القصة بلا استثناء، والغريب أن هذه الشخصية تكرر نفس الأخطاء دائما فهي شخصية مهمشة، يستخدمها الكاتب ليضحك القارئ ليرتاح من مواقف القصة الصعبة.
باختصار، بداخل كل منا أسد وقط وكلب وحمار وأرنب! ونسير فى حياتنا نتعرض لمواقف، ونحتاج لمواجهتها، فإذا تعرض أي شخص لموقف يحتاج أسدا لمواجهته وأخرج هذا الشخص الأرنب من داخله ليواجه به الموقف؛ فهذا خطأ وتصرف غير سوي، وإذا تعرض لموقف يحتاج أرنبا وأخرج الأسد! هذا أيضا خطأ وتصرف غير سوي؛ إذ لابد أن يتساوى رد الفعل مع الفعل.
اقرأ لطفلك قصتي (من سرق نهر النيل) على موقع تصميمي؛ وهي قصة خيال علمي للأطفال من سن ١٢ إلى ١٦ من هنا
add تابِعني remove_red_eye 6,780
مقال هام لكل المهتمين بالفنون والآداب وكذلك لأولياء الأمور الذين يبحثون عن سبل لتنمية شخصيات أطفالهم
link https://ziid.net/?p=20376