4 كُتب تُعيد اتصالك بذاتك وبنجاحك وبالله. لا تفوّت قراءتهم!

هُناك كُتبٌ تقرؤها فتُخرجك من عالمك إلى عالمٍ من الخيال، ليس كخيال الفانتازيا والروايات، بل خيال لا يأخذك لتعيش عالمه بل لتُحقق هذا الخيال في عالمك المادي وفي واقعك الملموس.

أرى أن هذه الكُتب كُتبت عن يقين عاشه الكاتب، بل لا يُمكن أن تُكتب إلا عن تجربة حَيَّةٍ حقيقيَّةٍ، ولهذا سترى فيها الكاتب وستشعر بروحه المندمجة بين أحرفه، ستعيش معه وتتمنى لو أن تلتقي به كي تتعلم منه أكثر عن تعاليمه وتدريباته التي يذكرها في الكتاب، وهذا أهم ما يُميِّز أغلب هذه الكتب؛ هناك تمارين وتطبيقات وأشياء كثيرة لتُدونها، كتُب علمية وعملية والأقرب لقلبي أنها تصلك بنفسك، بذاتك العليا، بك كما يجب أن تكون. وتصلك بالله بشكلٍ ما، تجعلك تذوب حبًّا وعشقًا في قوانينه الكونية.

الكتاب الأول: اسأل تعط، لإستر وجيري هيكس

كتاب أقلُّ ما يُقال عنه أنه مُبْهِرٌ، لقد قرأته في فترة وجيزة رغم طوله ودسامته، لقد جذب انتباهي بالكامل وكنت أقرؤه بحواسِّي كلها، سلاسة أفكاره وتسلسلها الرائع يجعلك تلتهم الكتاب التهامًا وليس فقط تقرؤه مجرد قراءة.

كتاب يجعلك تَعِي أنّ كلّ شيء في هذه الدنيا تحكمه قوانين كونية، وأن واقعك كليًّا أنت من يُشكلّه. الفكرة الرئيسة للكتاب هي “إن استطعت الوصول لما أريد شعوريًّا، فإني أستطيع الوصول لكل ما أريد”. كما أن هناك جملة اتخذتها شعارًا وأنا أقرؤه وهي “عندما تتوقع شيئًا فإنه سيأتي.. عندما تؤمن بشيء فإنه سيتحقق.. وعندما تخاف من شيء فإنه سيحدث”.

لقد جسّد الكتاب آيتين أعشقهما، وهم (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) والأخرى (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ)، فقد جعلني الكتاب أرى آلية الدعاء الحقيقي وبراهين تحققه. فأيًّا كان الشيء الذي تطلبه في صلاتك مؤمنًا بإمكانية تحققه؛ سوف تحصل عليه، هذا الكتاب يعطيك الخطوات لكل ما تريد أن تكونه أو تفعله أو تملكه، وفي الجزء الثاني من الكتاب يُقدِّم لك اثنين وعشرين عمليةً تُحسِّن من جذبك، فستشعر وأنت تُطبق أنك تقوم بحبكة حياتك التي تريد أن تعيشها.

الكتاب الثاني: الراهب الذي باع سيارته الفيراري، لروبن شارما

يحكي الكتاب قصة خيالية عن محامٍ بارع يسقط إثر أزمة قلبية بسبب تفانيه في العمل، فتكون تلك الأزمة بمثابة صحوة تُفيقُه من الاهتمام فقط بالأعمال والجانب المادِّيِّ، لتحقيق التوازن في حياته بين عقله وجسده وروحه، فيأخذ قرارًا بعد تلك الأزمة بالسفر إلى الهند في رحلة استكشافية ويبيع قصره وطائرته الخاصة وجزيرته المنعزلة وسيارته الفيراري ويسافر في رحلة طويلة يبحث فيها عن الراحة.

ثم يعود بعد ثلاث سنوات ليزور صديقه المحامي الذي لم يستطيع التعرف عليه من النظرة الأولى لما حدث له من تغيُّر جَذْري في شكله وصحته وبريق عينيه الذي ينبض بحماس الشباب ليدل على تحول عظيم في نفسه وروحه. ثم سيأخذاننا الصديقان في حوارٍ شيِّق لنتعلم كيف نكفُّ عن اللهث وراء الحياة، وكيفية العيش بسكون وتناغم وراحة، وأيضًا كيف نعيش مستنيرين وفق مبادئنا الخاصة لنعيش السلام الحقيقي.

وسيُعطيك الكتاب الطقوس العشرة للعيش النابض بالحياة، وستتعلم كيف تعيش حياة أكثر فاعلية وأكثر جودة وأكثر توازنًا، ومن الجمل التي أَسَرَتْنِي بالكتاب “إننا لسنا بشرًا نَمرُّ بتجربة روحانية بل كائنات روحانية تَمرُّ بتجربة بشرية، لقد فهمت دوري في الكون الآن.. فأنا لم أعد بداخل العالم بل العالم هو الذي بداخلي”.

• 10 أفضل كتب للجريمة الحقيقية
• 5 من أهم الكتب للمبتدئين في ريادة الأعمال وإطلاق المشاريع الريادية
• كتب للأطفال: ترشيحات ليتعود الأطفال القراءة

الكتاب الثالث: التناغم القدري، لديباك شوبرا

اسم هذا الكتاب فقط كان كفيلًا بجَذْبي لقراءته، يُشعرك أنك جزء من كونٍ عظيم فلا بد أن تتناغم معه، وبتناغمك معه سيكون قدرك كيفما ترغب. وإن تتبعنا رغباتنا جميعًا سنجد أننا في النهاية واحد.. رغباتُنا واحدة.. وهي في الأصل رغبات كونية، قد تكون الطريقة التي نتبعها مختلفة، لكن كلنا نتجه نحو المصير ذاته، الفكرة الرئيسية للكتاب تتمحور حول المقطع التالي منه، وهو بالنسبة لي حقيقة أؤمن بها :

“عندما تبدأ برؤية المصادفات كفرص حياة، تصبح كل صدفة ذات معنى، وكل مصادفة تصبح فرصة للإبداع، كل مصادفة تتحول إلى فرصة لك كي تكون الشخص الذي يريدك الكون أن تكون، هذه هي الحقيقة المطلقة للتناغم القدري، عِلَّةُ الكون بكليته تخطط -بشكلٍ يشبه التآمر- من أجل خَلْق مصيرك الشخصي”.

الكتاب عبارة عن جزئين، الجزء الأول تناول شرح مستويات الوجود الثلاثة (المادة والعقل والروح)، والجزء الثاني تناول مبادئ التناغم القدري السبعة وكيفية تطبيقها لتحرير قدراتنا الكامنة.

الكتاب الرابع: القوانين الروحانية السبعة للنجاح لديباك شوبرا

كتاب سَلِسٌ منظَّم، أفكاره واضحة بسيطة أكثر من كتاب التناغم القدري، سيأخذك الكاتب لتُبحر في سبعة قوانين رئيسية للنجاح في الحياة، ليس فقط النجاح المادي، إنما النجاح في معناه الأشمل والأعظم.

القوانين وما تُعبّر عنه باختصار هي:

1. قانون القوّة الكامنة، توقن من خلاله أن قوّة الوجود بداخلك أنت، وتكمُن في وعيك وهو الجوهر الذي يعبر عن حقيقتك.
2. قانون العطاء، حيث إن الكون يعمل بالتبادل، فأنت تُعطي لكي تأخذ، ولا ينحصر العطاء في العطاء المادي فقط، هناك أنواع أروع.
3. قانون الكارما أو السببية، ويتمركز حول فكرة أن ما تزرعه تحصده، فكل ما تعيشه ما هو إلا نتيجة لعمل ما أو فكرة داخل عقلك.
4. قانون المجهود الأقلّ، وهو مبدأ الانسجام حيث طبيعة جميع المخلوقات والكون، فكذلك طبيعة البشر أن يحلموا وتتجسد أحلامهم في الواقع بسهولة ويُسر.
5. قانون القصد والرغبة، نحن متصلون بالكون؛ لذا أَطْلِقْ رغباتك ونيّتك ودَعْها في رَحِم الخلق والتكوين.
6. قانون الانفصال، وهو أن تتخلى عن ارتباطك بأي شيء تريد تحقيقه، لن تتخلى عن النيّة ولكن تتخلى عن تعلقك بالنتيجة.
7. قانون الدراما أو القصد والغاية في الحياة، وهو تفعيل موهبتك الفريدة التي ستمارس بها ذاتك الحقيقية في الحياة. لتدفق إليك الوفرة والابتهاج وهو الهدف النهائي والأساسي والأقصى من بين كل الأهداف.

لا أريدك أن تكتفي باختصار القوانين عن قراءه الكتاب، فالكتاب غنيّ بالعديد من الأفكار داخل كل قانون منهم. وأوقن إنك ستستمتع بقراءته، السمة المشتركة لهذه الكُتب أنها تحتوي على جزءٍ رُوحانيّ، وأنا أعشق هذه السِّمَة بالكُتب كثيرًا؛ لأنها لا تَصِلك فقط بنفسك وبنجاحاتك، بل تُعيد اتصالك بالله وتُعرِّفك عليه وعلى قوانينه الكونية العظيمة، فتجعلك تعيش هادئًا مطمئنًا، وفي أفضل احتمال لك في الحياة. فلتستمتع بقراءتهم.