بيل جيتس: قصّة نجاح مهني لا حدود لها

كلّفت بالكتابة في مجال المال واﻷعمال وأيضا في ما يسمّى “تطوير الذات” ومع قلة احترافي في المال واﻷعمال إلا أني رأيت أن أقدم “نموذجا تطبيقيا” هو مثال لرجل ليس فقط نموذجا للمهندس ورجل اﻷعمال “الناجح” وإنّما أيضا شخصيّة عجيبة أمكنها في النّهاية التّفرّغ لمؤسّستها الخيريّة! وعلى كلّ فسيرته تحوي عدة تجارب ومحطات يمكن التّعلّم منها نفسيًا وتقنيًا وهي تدلّ بصفة خاصّة على شيئين: الطّموح العالي، والجدّيّة واﻻحترافيّة.

ولد وليام هنري غيتس الثالث عام 1955 وترعرع في أسرة بروتستانتيّة بريطانيّة اﻷصل ذات تاريخ عريق في السّياسة وفي اﻷعمال.. وفي الخدمة اﻻجتماعيّة. أظهر منذ حداثته التّفوّق على أقرانه في الرّياضيّات والعلوم، كما بدا عليه الطّموح وروح المنافسة، ألحقه والداه بمدرسة ثانويّة خاصّة اسمها لكسايد معروفة ببيئتها المتميّزة.

عام 1968 قررت المدرسة شراء جهاز حاسوب لمدّة زمنيّة محدودة ونظّم “مجلس اﻷمّهات” حملة تبرّعات من أجل ذلك فقد كانت أجهزة الحاسوب وقتها ضخمة وغالية الثّمن وكان اقتناؤها قرارا طموحا من قبل المدرسة.

وشغف بيل جيتس منذ ذلك الحين بالحواسيب حتّى أنّ شغفه ذاك طغى على دراسته وشغف الطّلّاب أيضا، ولا عجب فعلم الحواسيب كان وقتها في مقتبل عمره، وكان مجالا خصبا وواعدا للتّطوير والإبداع المنافسة، وتعرّف بيل جيتس بصفة خاصّة على بول آلان الذي صار فيما بعد رفيق دربه لفترة طويلة، ثمّ على ريك ويلاند وكينت إيفانس.

شكّل اﻷربعة مجموعة سمّوها مبرمجي لكسايد وحصلوا ﻷوّل مرّة على عائد مادّيّ مقابل برنامج أنجزوه وعرفوا في السّوق واعترف بهم قانونيّا وبملكيّتهم الفكريّة، ثمّ أنشأ بيل جيتس وبول آلان شركة سمّياها Traf-O-Data، واستمرّت هذه الشّركة في العمل حتّى دخول بيل الجامعة.

في 1973 التحق بيل بجامعة هارفرد في اختصاص الحقوق، لكن شغفه بالحواسيب لم يترك في قلبه مجالا للدّراسة، وكان يتقابل مع رفيقه بول آلان فيحلمان ويخطّطان، ثمّ في 1974 وجد بول آلان خبرا عن “أوّل حاسوب ميكرويّ مخصّص لﻷغراض التّجاريّة” وكانت هذه الفرصة الّتي ينتظرانها وربّما الحلقة المفقودة في مخطّطهما، فما كان منهما إلّا أن عرضا على شركة ميتس المنتجة للحاسوب إنجاز برنامج للتّرجمة، وتمّ إنجازه في 8 أسابيع فقط وكان بيل يعمل على البرنامج فيما كان بول آلان ينجز محاكاة لذلك الحاسوب على الحواسيب الموجودة في الجامعة.

قدم أعمالك بأفضل أسلوب مع روز.